بالفيديو: 48 ساعة جحيم.. ماذا حدث في الفلبين بعد ثوران أخطر براكين العالم؟

Lightning Strikes From Philippines Volcano

بعد مُضيّ 48 ساعة على بدء ثوران بركان "تال" الثائر في الفلبين، تم إجلاء عشرات آلاف السكان من المنطقة الخطِرة المُحيطة حول البركان، فيما يواصل نفث حُممه وأعمدة رماده الدخاني بعد هدوء دام 43 عامًا، وسط تحذيرات من "ثوران قابل لانفجار" وشيك، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

ونشرت الشبكة صورًا من الجحيم الي يعيشه الفلبينيون بسبب "تال" الذي يُعد من أنشط براكين البلاد؛ إذ ثار 33 مرة منذ عام 1572. ويقع وسط بحيرة تال بمقاطعة باتانجاس على بُعد نحو 60 كيلومترًا (37 ميلًا) جنوبي وسط العاصمة مانيلا على جزيرة "لوزون" الواقعة في الطرف الشمالي من الأرخبيل.

ويتمركز موقع البركان الثائر في الفلبين فيما يُسمى بـ "حزام النار" في المحيط الهادئ، وهو عبارة عن سلسلة مواقع تتقاطع فيها الصفائح الأرضية، مُحدثة زلازل وحركات بركانية دورية.

بدأ البركان في الثوران يوم الأحد مع سلسلة هزات أرضية، ونشر أبخرة ورمادًا دخانيًا وصلت لنحو 9 أميال (14 كيلومترات) في الهواء، ما دفع إلى تحذير السلطات من "ثوران قابل للانفجار".

وعلى إثر ذلك، تم إغلاق المدارس وإيقاف أنشطة الشركات والمؤسسات الحكومية، إضافة إلى إغلاق مطار العاصمة وإلغاء أكثر من 500 رحلة جوية دولية ومحلية، ما عرقل تنقلات عشرات آلاف المسافرين.

وغطّت طبقة رقيقة من الرماد المنازل والطُرقات المحيطة بالبركان، فيما تدفّقت أنهر من الحمم البركانية من فوهة "تال"، بحسب المعهد الفلبيني لعلوم البراكين والزلازل.

ومنذ الأحد، سجّل المعهد ما لا يقل عن 335 زلزالًا في منطقة البركان وما لا يقل عن 50 هزّة ارتدادية، مُحذّرًا من حدوث أمواج مدّ عاتية (تسونامي) في حال انفجر خلال الأيام القلية المُقبلة. وأفاد المعهد في بيان، أمس الاثنين، بأن الانفجار المُحتمل قد يتسبب في "تسونامي" بالمنطقة المُحيطة بالبركان.

قال إريك كليميتي، عالم براكين في جامعة دينيسون الأمريكية، إنه بالرغم من أن بركان تال ليس كبيرًا للغاية بالفعل، إلا أنه يُعد واحدًا من أخطر براكين العالم، وذلك بسبب كثرة الأشخاص المتواجدين بشكل مُباشر في المنطقة المجاورة له.

ووفق السي إن إن، هناك نوعان من المناطق المُهددة حول البركان. يقيم حوالي 459 ألف شخص داخل منطقة خطرة يبلغ قطرها 14 كيلومترًا (8.6 أميال) حول البركان، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). بينما يعيش أكثر من 930 ألفًا في نطاق أوسع على بُعد 17 كيلومترًا (10.5 ميلًا) من منطقة الخطر.

ورفعت السلطات الفلبينية مستوى التأهب إلى الدرجة الرابعة، وهو أعلى مستوى له في 48 ساعة، خشية من ثوران "قابل للانفجار" خلال الساعات والأيام المقبلة.

وقال مدير معهد الدراسات الزلزالية والبركانية ريناتو سوليدوم، إن الحمم تُشير إلى "وجود حركة داخل البركان، لكن من غير المعروف متى ستتوقف بشكل نهائي".

وقال إن سحابة ضخمة من الرماد الأبيض والرمادي شوهِدت مُتصاعدة من الفوهة الرئيسية للبركان، بارتفاع وصل إلى 800 متر (2624 قدمًا)، مع سقوط رماد ووابل من الحجارة الصغيرة على بلدات قريبة من منطقة الثوران.

كما شوهِد "البرق البركاني"؛ حيث ظهرت ومضات مُتقطعة من البرق فوق فوهة البركان في ظاهرة تتكون نتيجة شحنات الكهرباء الساكنة داخل الحطام والأدخنة المتصاعدة، وفق قناة "الحرة" الأمريكية.

وأظهرت صور من موقع انفجار البركان امتزاج الرماد مع المطر، مكوّنًا حمأة سوداء كثيفة غطّت السيارات والشوارع والمنازل في بعض المدن. وقالت الشبكة الأمريكية إن الرماد أثقل من الثلج، وهو ما يُهدد بانهيار الأسطح.

وأمرت السلطات بـ"إجلاء كلي شامل" لجميع المتواجدين داخل دائرة نصف قطرها أكبر من 17 كيلومترًا (10.5 ميلًا) حول البركان، بحسب السي إن إن.

وأشارت الشبكة إلى أن عشرات آلاف من مُقاطعتي باتانجاس وكافيتي لجأوا إلى التوجّه إلى 118 مركز إجلاء مؤقت أقامته السلطات، الثلاثاء. ومع ذلك، فإن العدد الإجمالي للأشخاص الذين تم إجلاؤهم لا يزال غير معروف، إذ فضّل عديد من الأشخاص البقاء إلى جانب أُسرهم وأقاربهم في أجزاء أخرى من البلاد.

ومع توارد تقارير تُفيد بأن بأن بعض الأشخاص عادوا إلى منازلهم المتواجدوة قُرب البركان لرعاية مزارعهم أو مواشيهم، ناشد المسؤولون الفلبينيون المواطنين بالابتعاد وعدم العودة إلى ديارهم، إذ تتزايد الهزات الارتدادية والتشققات في أجزاء كثيرة من البلاد، الثلاثاء.

كما حثت السلطات على ضرورة إخلاء جزيرة البركان وبحيرة تال والمناطق المُهددة على نحو بالغ الخطورة حول بالبركان،التي تقع داخل دائرة نصف قطرها 14 كيلومترًا من منطقة البركان، وفق السي إن إن.

وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن السلطات الفيدرالية تُساعد في عمليت الإجلاء. فقد أرسل الجيش الفلبيني 20 مركبة عسكرية و120 فردًا لمساعدة السكان المتضررين. وقال وزير الدفاع الوطني إن المروحيات كانت على أهبة الاستعداد لإجلاء الأشخاص.

وكذلك حث وزير الدفاع الفلبيني السكان المتواجدين بالقرب من البركان الثائر على عدم التردد في مُغادرة منازلهم. كما تُقدم منظمات الإغاثة مثل الصليب الأحمر المُساعدة على أرض الواقع بإرسال سيارات الإنقاذ والإمدادات.

والأحد، انتشر الرماد البركاني حتى مدينة كويزون شمال مانيلا، مما أدى إلى تعليق جميع الرحلات الجوية في مطار العاصمة الدولي. بحلول اليوم الثلاثاء، استؤنفت العمليات العادية، وفقًا لما ذكره المدير العام للمطار إد مونريال، فيما يُحتمل أن يتم تعليق الرحلات الجوية مُجددا إذا زاد نشاط البركان.

وأضاف مونريال أن: "المطار لا يزال مكتظًا بالأشخاص الذين يحاولون الحصول على رحلاتهم الجوية".

كان "تال" ثار آخر مرة في عام 1977، بحسب معهد الدراسات الزلزالية والبركانية. وتعرّضت الفلبين لزلازل عنيفة خلال العقود الأخيرة، بلغت قوة إحداها 7.8 درجات وضرب مدينة باجويو السياحية في عام 1990.

وفي عام 1991، شهدت البلاد أقوى انفجار بركاني جراء ثوران بركان "جبل بيناتوبو" الواقع على بُعد نحو 100 كيلومتر إلى شمال غرب العاصمة مانيلا، مُسفرًا عن سقوط أكثر من 800 قتيل. وأطلق حينها البركان سحابة من الدخان قطعت آلاف الكيلومترات في أيام وأصابت أكثر من 20 طائرة بأعطال، وفق فرانس برس.

التعليقات