قصة أول مقاطعة شعبية في التاريخ.. "الطمع وحش"

انتشرت دعوات مقاطعة المنتجات الفرنسية المختلفة، على خلفية حملة "إلا رسول الله"، وذلك ردا على التجاوزات المسيئة التي تمت في حق الدين الإسلامي، ليكون ذلك هو الرد العنيف والقوي من خلال النيل من اقتصاد الدولة الفرنسية التي صدر منها التجاوز.

نرصد " أول حملة مقاطعة في التاريخ، وكيف كان مردودها، وكيف جاء تنفيذها دون ترسيخ كلمة مقاطعة في الأساس، فبحسب تقارير أرشيفيىة تعد أول مقاطعة شعبية مسجلة في التاريخ ما قام به المستأجرون الأيرلنديون عام 1880 ضد سياسات الجنرال البريطاني ووكيل الأراضي "تشارلز كننجاهم"، وأتت هذه الخطوة بالرغم من أن مصطلح المقاطعة ذاته لم يكن قد جرى صكه بعد.

فعندما تقاعد الكابتن "بويكوت" من الجيش البريطاني، عمل وكيلا لملاك الأراضي في أيرلندا، وفي هذه الأثناء رفع الملاك قيمة الإيجار؛ فغضب المستأجرون، ورفضوا الدفع، فأصدر الرجل أوامره بطرد كل من لا يدفع، واضطرت الحكومة إلى إرسال جماعات عمالية من خارج المناطق وقوة أمنية من ألف رجل لحمايتهم وفي النهاية تكلفت قرابة 10 آلاف جنيه إسترليني لحصد محاصيل قيمتها 500 جنيه إسترليني فقط!.

أما تشارلز فقد نبذ تمامًا وأصبح شخصا مكروها بين الناس، وواجه حملة مقاطعة اقتصادية واجتماعية صعبة؛ إذ رفض "المستأجرون العمل بالأراضي، والشركات المحلية التعامل معه"، حتى أن ساعي البريد لم يكن يتسلم بريده.

وحاول حينها الجنرال الإنجليزي مواجهة الحملة، من خلال استيراد عدد محدود من العمالة، أو الاعتماد على القليل من المحليين، إلا أن الأمر كان مكلفا للغاية، وفي ظل ذلك أصبح "بويكوت" بلا مستأجرين ولا مزارعين، فاضطر إلى مغادرة البلاد.

ومن هذا اليوم، عرف العالم سلاحا جديدا فعالا لا بارود فيه، وهو المقاطعة التي حملت اسم أول أرض اندلعت منها وهو "بويكوت".

التعليقات