أب يفتح النار على زوجته وشقيقتها وابنائه.. ماذا حدث في "مذبحة الفيوم"؟

 

مذبحة أسرية في الفيوم أو مجزرة الفيوم، أب يفتح النيران من سلاح آلى، على زوجته وشقيقتها ووالدتها و2 من أبنائه في الفيوم، عقب خلافات بينهما وترك الزوج لمنزل الزوجية، لعدم رغبة الزوج في استكمال العلاج في مصحة علاج الإدمان، ليسقط «آدم» – 3 شهور – قتيلا مع خالته – 25 سنة، وتصاب زوجته ووالدتها ونجله الثاني، وفر هاربا عقب تنفيذه الجريمة، حتي تمكنت الداخلية من تعقب الجاني وتعاملت معه وقتلته واستشهد في ذلك قائد قوات الأمن بالفيوم، وتولت النيابة التحقيق.
 
وكانت قرية «فيديمين» التابعة لمركز سنورس بمحافظة الفيوم، قد استيقظت على فاجعة بعدما أقدم مدمن على قتل زوجته وأبنائه وأسرة زوجته، حيث إنّه مدمن لأنواع متعددة من المواد المخدة، كما أنّه بلطجي له «سوابق»، وحينما أجبرته أسرته على الدخول لمصحة للعلاج من الإدمان هرب منها وعاد فلم يجد زوجته في منزل الزوجية.
 
وتبين من تحريات اللواء برى العزب مدير البحث الجنائى أن المتهم عمرو ناصر، وشهرته «عمرو الربعاوي»، إلى منزل أسرة زوجته لإقناعها بالعودة معه إلى المنزل ولكنها رفضت، فأطلق عليهم وابلا من الرصاص من بندقية آلية، فأصاب زوجته نسمة سامي (30 عاماً) وشقيقتها رحمة (25 عاماً)، بطلقات نارية بالبطن والوجه، وحماته بدرية رياض بطلقات نارية بالظهر والكتف، وطفله الرضيع بطلق ناري بالبطن، وطفلته بطلق ناري بالساق. وتصارع زوجة المتهم وحماته الموت إثر خطورة حالتيهما، حيث تم نقلهما إلى مستشفى الفيوم العام، فيما أصيبت ابنته بطلق ناري بالساق.
 
كشفت تحريات وتحقيقات الأجهزة الأمنية التي جرت بمعرفة إدارة البحث الجنائي في الفيوم، عن المذبحة الأسرية التي نفذها عاطل، عن أنّ الأب أحضر سلما، وصعد على شباك المنزل الموجود به أسرته في قرية فيديمين بالفيوم وأمسك بسلاح نارى، وأطلق النار بطريق عشوائية وأودى بحياة نجله وشقيقة زوجته في الحال، وتم نقل زوجته ووالدتها ونجله الثانى إلى المستشفى في حالة خطيرة، وتم نقل حماة المتهم إلى القصر العينى ووضعت الأجهزة الأمنية المصابين تحت العلاج في مستشفى بالفيوم وفى حراسة مشددة.
 
وأمر المستشار مصطفى علوى، رئيس نيابة سنورس بالفيوم، بإشراف المستشار علاء السيد، المحام العام لنيابات الفيوم، بدفن جثتي ضحايا مذبحة الفيوم بينهما جثة طفل رضيع يبلغ من العمر (3 أشهر) وخالته في مقابر الأسرة بفيديمن بالفيوم بعد تشريح الجثتين وبيان ما بها من إصابات.
 
وكان المستشار المحامى العام لنيابات الفيوم أمر بتشكيل فريق نيابة برئاسة المستشار مصطفى علوى رئيس نيابة سنورس بالفيوم بمناظرة الجثتين وأمرت النيابة بتشريح الجثث وبيان ما بها من إصابات وسبب الوفاة والأداة المستخدمة في الحادث وتحريات المباحث وضبط وإحضار المتهم مع تصريح بدفن الجثث.
 
واستلم أهالي الضحيتين جثتيهما، وتم تشييعهما في ساعة متأخرة من مساء السبت، بعدما انتهى الطب الشرعي من تشريحهما وبيان أسباب الوفاة، حيث إنّ الجثة الأولى لابن المتهم الرضيع الذي لم يتجاوز الثلاثة أشهر، بالإضافة إلى شقيقة زوجته التي توفيت متأثرة بطلق ناري بالوجه وآخر بالبطن.
 
ما الحكاية؟
 
أعد المتهم سلاحا آليا، وعقب منتصف الليل اتجه إلى منزل أسرة زوجته حاملاً السلاح الآلي في يد وسلما خشبيا في اليد الأخرى، ووصل إلى المنزل ووضع السلم على الحائط ثم صعد حتى وصل للشباك وفتح عليهم النيران بطريق عشوائية.
هروب مرتكب المجزرة
شعر المتهم بالراحة بعد رؤية دماء زوجته وأسرتها تغطي الأرض فحاول الخروج من الباب الذي وجده موصداً فأطلق الرصاص عليه من الداخل وخرج يحمل سلاحه بيديه فوجد الأهالي والجيران يشاهدونه ويخشون الاقتراب من المنزل، فأطلق عدة أعيرة نارية في الهواء حتى نفدت الطلقات ثم حمل السلاح الآلي فوق كتفه واتجه نحو الأراضي الزراعية.
هرع الأهالي فور اختفاء المتهم إلى داخل المنزل فوجدوا الجميع غارقين في دمائهم بينهم شقيقة الزوجة والطفل الصغير متوفيين والآخرين يصارعون الحياة فأبلغوا النجدة والإسعاف، وجرى نقل الجثث والمصابين إلى مستشفى الفيوم العام.
تحديد مكان مرتكب المجزرة

تمكن ضباط مباحث مركز شرطة سنهور، برئاسة المقدم محمد عشري، رئيس المباحث، من تحديد مكان اختباء مرتكب مجزرة الفيوم، وتبين أنّه يمكث في منزل قديم مهجور خاص بوالده في أقصى قريته، فاستعدت قوات المباحث والأمن المركزي ودفعوا بـ 15 سيارة أمن مركزي وقوات تدخل سريع، وما إن وصلوا إلى منزل المتهم إلا وفتح المتهم عليهم النار فور رؤيتهم، وبادلوه إطلاق الرصاص، وصعد فوق السطح ليقفز إلى السقف المجاور له ويفر هارباً، إلا أنّ قوات الأمن أمطروه بقنابل مسيلة للدموع.

استشهاد مدير قوات أمن الفيوم

ملأ الغاز المسيل للدموع الأرجاء فتسبب في اختناق عميد شرطة محمد عمار زناتي مدير إدارة قوات أمن الفيوم (48 عاماً)، وإصابته بفشل في التنفس وتوقف النبض، وجرى نقله إلى مستشفى فيديمين المركزي وحاول الأطباء إنقاذ حياته بعمل إنعاش قلبي رئوي ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة، وتم نقل جثته إلى مشرحة مستشفى الفيوم العام.

مقتل مرتكب المجزرة الفيوم

وصلت تعزيزات أمنية جديدة من مديرية أمن الفيوم عقب إصابة مدير قوات الأمن المركزي، وكثفت إطلاق النيران على المتهم حتى أصابوه بطلقات نارية بالصدر والبطن، ليموت نفس ميتة أسرته ويُفعل به كما فعل بهم، وتم استدعاء النيابة العامة التي عاينت الجثة في مكان الحادث، ثم جرى نقله إلى مشرحة مستشفى الفيوم العام، ليُسدل الستار على تلك القضية بوفاته.
وكانت هذه المذبحة أعادت إلى الأذهان ما حدث في محافظة الفيوم في 15 يوليو 2019 عندما نفذ مدرس مذبحة لأسرته بالساطور وقام بقتل زوجته وأبنائه الأربعة في مركز الفيوم، عندما استغل الأب نومهم، وأمسك الساطور وضرب كل واحدة تلو الأخرى على رأسها بالساطور، وأودى بحياتها في الحال.
وذكرت التحريات والتحقيقات التي جرت وقتها أنّ المجني عليهم هم الزوجة (33 عاما)، والأبناء (11 عاما) و(8 أعوام) و(4 أعوام) و(عام ونصف العام)، وناظرت النيابة جثث الضحايا وقررت عرضها على الطب الشرعي.

 

التعليقات