حكاية أول قرية فى الصعيد تخلصت من ختان الإناث .. انتهى الجهل

قرية صغيرة في جنوب الصعيد، ربما لم يسمع عنها الكثيرون، لكن ما فعلته في مكافحة ختان الإناث جعلها تتميز بكونها القرية الخالية من العادة الضارة، فهي قرية «دير البرشا» في المنيا التي قضت على الختان بفضل مجموعة من النساء ترأستهن «الخالة سعدية».

الحكاية تعود إلى الجلسة العرفية التي ترأسها شيخ المسجد وكاهن الكنيسة، ومجموعة من كبار رجال القرية الصغيرة، بينهم «الخالة سعيدة وعم عيد»، اللذان اعتادا إجراء عملية الختان، آخذين منهم العهد بإيقاف هذه العادة الضارة للفتيات، ليسجلوا العهد في وثيقة تقر منع تلك العمليات الضارة داخل القرية، وانضمت إليها 12 سيدة قائمة بهذا الفعل.

السباب والشتائم أول ما تلقته الخالة سعدية
وضعت الخالة سعدية خطتها في مكافحة ختان الإناث، أساسها هو السير في أزقة القرية الصغيرة وطرق أبواب المنازل الصغيرة بالقرية لتوعية الأهالي والأمهات بالمخاطر التي تلحق بالفتاة بعد إجراء الختان، وواجهت السيدة عددا من الصعوبات كان أولها هو الطرد من البيوت وتوجيه السباب، من الأمهات اللائي رفضن نصائح الخالة السعدية، وذلك حسب حديث القس أنطونيوس بشرى كاهن كنيسة دير البرشا لـ«الوطن».

لم تيأس الخالة سعدية من مشوارها، فأصرت على استكمال العهد الذي قطعته على نفسها، برفقة عدد أيضًا من السيدات اللائي انضممن لحملتها، وبحسب كاهن الكنيسة، الذي تذكر عن واقعة الفتاة التي توفت بعد الختان بسبب النزيف الذي لحق بها، كان المثال الحي الذي استشهدت به الحملة للكف عن الختان، غير أنهن اتخذن من الأديان السماوية سندا قويا لجأن إليه.

جهود الحملة مستمرة حتى بعد رحيل الخالة سعدية
مع كثرة الأحاديث وحملات التوعية للسيدات، نجحت الخالة سعدية برفقة حملتها، في القضاء على الختان: «القرية بقت خالية من الختان، ولو في أي حالة هتبقى فردية ومش ظاهرة»، بحسب كاهن الكنيسة.

ورغم وفاة الخالة السعدية قبل سنوات طويلة، لكن أثرها مازال باقيا، إذ أن القرية مازالت خالية من الختان، فالكنيسة اعتادت تنظيم الندوات المستمرة التي تعطيها فتيات يتم اختيارهن من رجال الكنيسة للمتابعة مع أهالي القرية في القضاء على هذه الظاهرة واستئصال أي عادة سيئة، وإعطاء مناهج التوعية الصحيحة التي تستمر لمدة 9 أشهر في شتى الموضوعات الاجتماعية المختلفة مثل محو الأمية أو اختيار شريك الحياة ومعرفة حقوق المرأة والحصول عليها.

التعليقات