عاجل .. السيسي أمام القمة الأفريقية "لاتفريط في حقوق مصر المائية"

شارك الرئيس عبدالفتاح السيسى، اليوم السبت، فى أعمال الدورة العادية الـ34 لمؤتمر قمة الاتحاد الإفريقى، عبر الفيديو كونفرانس.

وصرح السفير بسام راضى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس ألقى كلمة أمام القمة الإفريقية، ركز خلالها على أهمية تعزيز الجهود القارية المشتركة لمكافحة تداعيات جائحة كورونا على اقتصاديات وصحة وأمن الشعوب الإفريقية على المستويين الوطنى والإقليمى. جانب من مشاركة الرئيس

وفيما يلى نص كلمة الرئيس السيسى خلال القمة:-

أخى/ فخامة الرئيس فيليكس تشيسيكيدى، رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية الشقيقة،

السيدات والسادة أصحاب الفخامة والدولة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقى،

أخى / موسى فقيه محمد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى،

السيدات والسادة الحضور، يطيب لى فى البداية أن أتوجه بالتهنئة لأخى فخامة الرئيس/ فيليكس تشيسيكيدى رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية على توليه رئاسة اتحادنا الإفريقى، متمنيًا لفخامته النجاح والتوفيق فى مهامه فى ظل هذه الفترة الصعبة التى تموج بتحديات وصعاب مختلفة، تأتى على رأسها تداعيات جائحة كورونا، وتنفيذ استحقاقات اتفاقية التجارة الحرة القارية واستكمال مراحل التفاوض بشأنها، وتفعيل التوصيات الخاصة بالإصلاح المؤسسى والمالى والإدارى للاتحاد الإفريقى.

كما أتوجه لأخى فخامة الرئيس سيريل رامافوزا ولجمهورية جنوب إفريقيا الشقيقة بخالص الشكر والتقدير على الجهد الصادق الذى بذل على مدار العام المنصرم نحو تعزيز آليات العمل الإفريقى المشترك، ومواصلة تدعيم جهود الاندماج والتكامل الإقليميين فى تلك الظروف غير المسبوقة التى يشهدها عالمنا اليوم.

ولا يفوتنى، أن أتقدم بالشكر كذلك لأخى السيد/ موسى فقيه رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى لقيادته الحكيمة لدفة المفوضية، ولجهوده المستمرة للنهوض بأجندتنا الإفريقية وتنفيذ بنودها وأنشطتها فى ظل التحديات والصعوبات القائمة، متمنين له التوفيق لإعادة انتخابه لفترة ولاية ثانية كرئيس لمفوضية الاتحاد الإفريقى.جانب من مشاركة الرئيس

أصحاب الفخامة والدولة رؤساء الدول والحكومات، أود أن أثمن الخطوات التى تمت خلال الفترة الماضية فى إطار عملية الإصلاح المؤسسى والمالى والإدارى للاتحاد الإفريقى، وأن أتقدم بالشكر إلى فخامة الرئيس/ بول كاجامى على جهوده المقدرة الهادفة إلى الارتقاء بمنظمتنا العريقة، والشكر الموصول إلى مفوضية الاتحاد الإفريقى على ما بذلته من جهد لتنفيذ مقررات القمم الإفريقية فى هذا الشأن.

وإذ تؤكد مصر على أهمية الاستناد إلى القانون التأسيسى للاتحاد الإفريقى باعتباره الدستور الحاكم للدول الأعضاء ومفوضية الاتحاد على حدٍ سواء، وأخذًا فى الاعتبار الولاية الكاملة للدول الأعضاء على عملية الإصلاح، فإنها لتشدد على أهمية العمل بالهيكل الجديد للتوظيف مع الالتزام بمراعاة الحصص والأنصبة فى الوظائف، وفقاً لمبدأى التضامن ومدى مساهمة الدول الأعضاء فى ميزانية الاتحاد الإفريقى.جانب من مشاركة الرئيس

السيد الرئيس، إن التفكير فى التكامل القارى لا ينفصل عن الاندماج الإقليمى، فالبرنامج القارى لتطوير البنية التحتية، بما يتضمنه من مشروعات طموحة، مثل مشروع محور القاهرة كيب تاون، ومشروع ربـط البحر المتوسط ببحيرة فيكتوريا، يمثل حجر الزاوية الأبرز فى تحقيق الاندماج والتكامل المنشودين، وركيزة أساسية لتفعيل منطقة التجارة الحرة القارية.

ولعل تجربة مصر الرائدة فى تطوير مشروعات البنية التحتية تعد مثالاً يسعدنا مشاركته مع أشقائنا الأفارقة، كأداة من أدوات تعزيز الاستقرار والتنمية فى إفريقيا.

كما أعاود التأكيد على دعم مصر الكامل لتحقيق الأهداف المنشودة للنهوض بالاتحاد الإفريقى ومؤسساته، وتدعيم أجندة 2063 وخطتها العشرية الأولى، فضلا عن تنفيذ استحقاقات موضوع عام 2021 "الفنون والثقافة والتراث".

وأود التأكيد فى هذا السياق، على أهمية حماية تراثنا الإفريقى والترويج البنَّاء للثقافة الإفريقية، لا سيما وأننا بصدد افتتاح العديد من المشروعات الثقافية والأثرية والمتحفية، وعلى رأسها المتحف المصرى الكبير والذى سيعد أكبر المتاحف عالميًا.جانب من مشاركة الرئيس

السيدات والسادة، ليس ثمة شك فيما تمثله جائحة كورونا من تحد كبير أمام قارتنا الإفريقية، بما يستوجب المزيد من التضامن والتكاتف بين شعوبنا وحكوماتنا من أجل السيطرة على انتشار هذا الفيروس، والحد من تداعياته الخطيرة على حياة ومستقبل شعوبنا وأبنائنا.

وإننا إذ نثمن الدور الذى يقوم به كل من مركز الاتحاد الإفريقى لمكافحة الأمراض والأوبئة، والصندوق الإفريقى للاستجابة لفيروس كورونا ولمجموعة العمل الإفريقية المعنية بتوفير اللقاح، فإننا نرحب بالدعوة الموجهة إلى مصر للانضمام إلى هذه المجموعة، ونؤكد حرصنا على الاضطلاع بمسؤولياتنا سعيًا لتوفير اللقاح لدول القارة.

السيد الرئيس، وقبل أن اختتم كلمتى، أود أن أتوجه بالشكر والتقدير إلى أخى فخامة الرئيس سيريل رامافوزا، على جهده المقدر للتوصل إلى اتفاق شامل وعادل ومتوازن ومُلزم فيما يتعلق بملء وتشغيل سد النهضة، وانخراطه شخصيًا فى هذه المفاوضات، بما يعكس حرص سيادته على إعلاء المصالح المشتركة للدول الإفريقية والبحث عن حلول للقضايا والأزمات التى تواجه قارتنا.

ومن هذا المنطلق، فلقد انخرطت مصر بحسن نية وجدية فى المسار الإفريقى أملاً فى التوصل إلى الاتفاق المنشود بما يراعى مصالح وحقوق الأطراف المعنية، وهو الهدف الذى لن يتأتى تحقيقه إلا بتوافر الإرادة السياسية لجميع الأطراف.

وإننى إذ أؤكد على حرصنا الشديد لحل هذه المسألة من خلال المفاوضات الجادة بما يعزز الأمن والاستقرار والتنمية فى المنطقة، فإننى على ثقة فى قدرة الاتحاد الإفريقى- تحت قيادة الرئيس تشيسيكيدى- فى المساهمة فى دفع مساعينا الرامية للتوصل إلى اتفاق قانونى ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة، قبل تنفيذ المرحلة الثانية من عملية ملء سد النهضة، وبما يراعى مصالح وشواغل الدول الثلاث.جانب من مشاركة الرئيس

السيد الرئيس،اختتم كلمتى أمامكم على أمل بلقاء فعلى قريب، بعد أن نكون قد طوينا وإلى الأبد، صفحة جائحة كورونا، بما يتيح لنا استئناف عقد قممنا وفعالياتنا الأخوية وجها لوجه، ولمواصلة العمل الجاد والدؤوب بغية تحقيق التقدم الذى تصبو إليه قارتنا الإفريقية، ويحقق تطلعاتنا وأهدافنا المنشودة. وأشكركم على حسن الاستماع.

التعليقات