كواليس جريمة قتل"عريس المرج" وتقطيع جثته.. "مكالمة أخيرة ومشوار مشؤوم"

"تعالى البيت علشان قفلت وروحت".. اتصال هاتفي جمع صاحب محل دواجن مع تاجر يعمل في توزيع الدواجن على أصحاب المحلات. وعد قطعه الأول على نفسه بسداد قيمة دواجن أحضرلها له الثاني. وعد ظاهره الرحمة وفي باطنه الغدر.

السادسة والنصف مساء الخميس الماضي توجه "مصطفى.ع." إلى منزل فرارجي يدعى "عبده.ح." بشارع الشهيد في منطقة الطوابق بحي الهرم.

ظن الثلاثيني أنه سيحصل على أمواله المستحقة بعدما أخبره الفرارجي في صباح نفس اليوم "بالليل عدي عليا هجهز لك فلوسك".

استقل "مصطفى" دراجته النارية التي يستخدمها في عمله قاصدا مسكن صاحب المحل أملا في إنهاء المهمة سريعا واللحاق بجلسة أشقائه في منطقة المرج لاسيما أنه حديث العهد مع الزواج، فقد تزوج عقب عيد الأضحى المبارك الماضي - منذ 5 أشهر-.

بعد دخوله الشقة، استأذنه صاحب البيت بإحضار مشروب يتناولاه سويا. لحظات باغت معها "عبده" ضيفه من الخلف. استغل "كوفية" يرتديها لخنقه حتى فارق الحياة.

للحظات، جلس "عبده" بجوار الجثة بحثا عن السبيل للتخلص من جريمته دون كشف أمره. قرر كسب مزيدا من الوقت.

نقل الفرارجي جثة الضحية إلى شقة تحت التشطيب بالطابق الأرضي. كسر الباب ووضع الجثة بالداخل فضلا عن إخفاء دراجة نارية ملك الضحية لإبعاد الشبهة عنه.

3 أيام حاول الفرارجي تكرار ما يفعله صبيحة كل يوم دون إثارة للشك أو الريبة لكن رائحة الجثة التي بدأت في التحلل عجلت بالخطوة التالية من الجريمة.

أحضر الجاني سكينا وقطع الجثة نصفين واضعا كل منها في جوال ثم حملها على "برويطة" في المساء. تخلص "عبده" من الجوالين في مقلب قمامة بالجزيرة الوسطى لشارع فيصل الرئيسي ظنا أن فعلته لن تنكشف خباياها مهما حصل.

ظهر الجمعة الماضي حرر أشقاء تاجر الدواجن محضر تغيب في قسم الهرم. آخر اتصال جمع "مصطفى" بأشقائه أخبرهم "أنا في الطوابق بلم الإيراد وجاي" قبل غلق هاتفه.

فريق بحث رفيع المستوى ترأسه العقيد محمد الصغير مفتش فرقة الهرم بمشاركة الرائد أحمد عصام رئيس المباحث ومعاونه الرائد عبد الباقي أمين.

48 ساعة لم يذق فيها الرائدان هاني عجلان ومحمد سعودي طعم النوم. بحث متواصل على مدار الساعة. جمع للمعلومات بحرفية وحنكة شرطية بحثا عن حل اللغز "أين اختفى ذاك التاجر؟".

منذ اللحظة الأولى التي وطأت فيها قدما الضابطين شارع الشهيد -آخر مكان رصدته الكاميرات للمتغيب- أيقنا أن مفتاح فك طلاسم القضية سيكون بذلك الشارع.

تحريات المباحث التي أشرف عليها العميد طارق حمزة توصلت إلى أن صاحب محل دواجن يدعى "عبده" يقيم في نفس الشارع، ووجود تعاملات شبه يومية بينه بين "مصطفى" للتجه صوبه أصابع الاتهام.

الخطوة التالية جاءت بتكثيف التحريات حول المشتبه به حتى قالت كاميرات المراقبة كلمة الفصل. مشاهدات للتاجر المتغيب رصدته حال توجهه إلى محل ذاك الفرارجي ثم اختفاءه عن الأنظر في منتصف الشارع حيث يقيم المشتبه به.

بدت الصورة واضحة أمام رجال المباحث. وجه اللواء عاصم أبو الخير مدير المباحث الجنائية بالجيزة، بضبط المتبه به الرئيسي ومواجهته بالأدلة والتحريات.

مساء الأحد الماضي، تمكن الرائدان هاني عجلان ومحمد سعودي من ضبط المتهم الذي حاول مراوغة رجال التحقيق في بادئ الأمر إلا أنه بتطوير مناقشته أقر بجريمته وأرشد عن دراجة الضحية معلللا السبب "الدنيا مزنقة معايا وكنت محتاج فلوس".

وتتبع رجال الشرطة تحت إشراف اللواء محمد عبد التواب مدير مباحث الجيزة خط سير نقل القمامة بحثا عن جثة القتيل لكن دون جدوى.

وتحرر المحضر اللازم، وأحاله اللواء رجب عبد العال، مدير أمن الجيزة، إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيق.

التعليقات