دراسة تكشف إصابة الإنسان بالسرطان بعد انتقال جين من الكائنات الخضراء

كتب: 

النباتات هذه الكائنات التي تكون عادة مسالمة ربما هي السبب في إصابة الإنسان بمرض السرطان. فقد كشفت دراسة جديدة أن الجينات المسببة للسرطان ربما تكون قد نشأت في بداية الأمر لدى النباتات، ثم «انتقلت» بعد ذلك إلى البشر، حسب تقرير لصحيفة The Telegraph البريطانية. الدراسة، التي تعد إحدى أكبر الدراسات على مستوى العالم نشرت في مجلة «Genome Biology»، ودرست الخارطة الجينية لأكثر من 750 نوعاً من الكائنات الحية.  وقد كشفت الدراسة التي أجريت على ما يسمى «بالجينات القافزة»، عن الدور الرئيسي الذي تلعبه إحدى العناصر التي تعرف باسم L1 أو العنصر 1، الذي دخل في تركيبة الحمض النووي للبشر منذ حوالي 150 مليون سنة، حسب ما أظهرته النتائج الأخيرة.
الأمر لم يكن كله سيئاً، فلولاه لما تطورنا بهذا الشكل
وكان هذا العنصر الدخيل قد أظهر ديناميكية ونشاطاً بشكل خاص. ومنذ ذلك الحين، كان مسؤولاً عن العديد من التغيرات المتسارعة خلال مراحل التطور البشري. ومع ذلك، كان غيابه سيجنّب البشر العديد من الطفرات الجينية التي تسببت بدورها في ظهور العديد من أنواع مرض السرطان الفتاكة.  ونظراً لوجود «العنصر1» في الجينوم البشري (مجموعة كاملة من المعلومات الوراثية للإنسان) منذ مدة طويلة، يعد من المستحيل تتبعه ومعرفة كيفية «قفزه» إلى كائنات أخرى على نحو قاطع. لكن، يعتقد فريق بحث بجامعة أديلايد الأسترالية، أن هذا العنصر ربما يكون قد نشأ أولاً لدى النباتات أو الحشرات أو نوع آخر من الكائنات التي انقرضت منذ زمن بعيد.
ودخول هذا العنصر جرى قبل فترة زمنية بعيدة جداً
ومما لا شك فيه أن «العنصر1» أو «L1» ﻟﻢ ينشأ لدى اﻟﺜﺪﻳﻴﺎت، إذ إنه غائب في الكظاميات، وهي واﺣﺪة ﻣﻦ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﺜﻼث اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﻠﺜﺪﻳﻴﺎت، إلى جانب آكل النمل الشوكي وخلد الماء. وقد أشار الأستاذ ديفيد أدلسون، الذي قاد البحث، إلى أن تأثير الجينات القافزة، والمعروفة بشكل أدق باسم الينقولات الراجعة أو «retrotransposons»، غيّر وبشكل جذري فهمنا للتطور البشري، الذي اعتقدنا في السابق أنه مجرد عملية وراثية بين الآباء والأبناء. دخول عناصر L1 إلى جينوم الثدييات كان المحرك الأساسي للتطور السريع عند الثدييات على مدى الـ100 مليون سنة الماضية، حسبما يعتقد أدلسون. وفي هذا الشأن، ذكر أدلسون أن الجينات القافزة تنسخ نفسها ثم تلتصق بالجينومات وبجينومات كائنات أخرى كذلك.
والعلماء يعتقدون أنه انتقل عبر كائنات أخرى وسيطة
وفي الحقيقة، لم يتمكن العلماء بعد من معرفة كيف تقوم بفعل ذلك. لكن من المؤكد أن الحشرات، على غرار القراد أو البعوض، أو ربما حتى الفيروسات، لها علاقة بذلك. ولكن بالفعل، لا تزال كيفية دخوله تمثل لغزاً كبيراً». وقال أدلسون إنه «يمكن اعتبار الجين القافز بمثابة أحد الطفيليات. ولا تعتبر تركيبة الحمض النووي بتلك الأهمية، لكن المهم هو دخول هذه الجينات القافزة إلى جينومات أخرى، وتسببها في اضطرابات على مستوى الجينات وكيفية تنظيمها.
والمهم أن مثل هذه الأبحاث تستطيع إنقاذ حياة الكثيرين
وخلال العقود الأخيرة، أثبت التقدم في أبحاث السرطان أهمية الدور الذي تلعبه الجينات في احتمال إصابة الأشخاص بهذا المرض. فقد مكن فهم الخاصيات الجينية الدقيقة للسرطان الأطباء من التنبؤ بفرص إصابة الشخص بهذا المرض بشكل أفضل، مما أتاح للأشخاص المهددين بالإصابة اتخاذ خطوات وقائية على غرار استئصال الثدي. كما يضمن ذلك مجالاً أكبر لوصف الأدوية لكل مريض على حدة، لمكافحة الأورام وغيرها من أنواع السرطان بمجرد ظهورها.

التعليقات