تطبيقات "اللايف" على الإنترنت.. "السلاح المخابراتي الخطير"

«وظيفة سهلة.. والمرتب بالدولار» هذا هو مجمل الوظيفة الجديدة والغريبة المتاحة على شبكات الإنترنت، التي تطلب من المتقدمين تسجيل «فيديو لايف» يوميًا ونشره على قناة لأحد التطبيقات على الهاتف المحمول»، وقد تداول هذا الخبر بين «الجروبات» على موقع التواصل الشهير الخاص بالصور «إنستجرام»، مع وضع رقم تليفون للتواصل مع شخص للتقدم بالوظيفة، وبالاتصال بالرقم لمعرفة تفاصيل الوظيفة وما يتضمنه الفيديو من محتوى، فكان الرد من خلال رسالة صوتية بأنه تم تسجيل الرقم وسيتم التواصل مع صاحبه في أقرب وقت.
 
في اليوم التالي نشر «الجروب» التفاصيل، مؤكدا بأنه نظرًا لكثرة الاتصالات أن يقوم الشباب بإنشاء حساب على تطبيق جديد باسم «bigo live» وتتضمن فكرة التطبيق أن يقوم منشئ الحساب بتسجيل فيديوهات «لايف» لمدة 30 ساعة أو أكثر على مدار شهر، وكلما حققت الفيديوهات مشاهدة عالية يقوم الشخص بتجميع نقاط مقابل هذه المشاهدات ليتم تحويلها إلى هدايا عينية، وفي حالة وصول المشاهدات إلى 10 آلاف يكون المقابل 80 دولارا، وكلما ارتفع «التارجت» كلما زاد الراتب.
 
وأضاف «الجروب» أن محتوى الفيديو يكون بعيدا عن السياسة والدين والجنس، ولا يهم قيمة المحتوى، فكل من يجد في نفسه موهبة الغناء أو التحدث للجمهور في أي أمور حياتية عليه التقدم للوظيفة، وستساعده الشركة صاحبة التطبيق بالترويج للفيديوهات لتخطى حاجز  قلة المشاهدة أو التفاعل للحصول على الهدايا والنقاط المطلوبة، ولم تشترط الشركة سنا محددة أو مكانا محددا لفتح الفيديو اللايف حتى لو من المنزل، فهي وظيفة سهلة لكل من يحتاج الشهرة والأموال.
 
 
تطبيقات اللايف
تطبيقات اللايف
أثار هذا الإعلان العديد من التساؤلات خاصة مع انتشار موجة من الفيديوهات عبر تطبيقات اللايف مثل «ميوزيكلي وفاين والتيك توك» والتي تتضمن العديد من الفيديوهات غير الأخلاقية، يقوم الشباب والفتيات بتسجيلها من أجل الحصول على الكثير من المشاهدات للحصول على الدولارات دون النظر إلى طبيعة المحتوى، وقد انتشرت هذه التطبيقات بشكل كبير ومثير للجدل، حيث تستفيد منها الشركات العاملة في مجال الدعارة، فهناك العديد من التطبيقات أسهمت في نقل الملفات من أجهزة الهاتف المحمول، مثل الصور أو مقاطع الفيديو، أو الملفات الصوتية، وإمكانية استخدام كاميرات الجهاز، والميكروفون، ومن هذه التطبيقات تطبيق «تندر»، إذ يتيح الفرصة للمستخدمين للتعارف والدردشة، فهو تطبيق اجتماعي مجاني، ويسهل التواصل بين المستخدمين المهتمين بموضوعات مشتركة، وتم إطلاقه عام 2012، ويصل عدد مستخدميه إلى 500 مليون الأمر الذي حذر منه خبراء الاتصالات والتكنولوجيا.
 
في غضون ذلك، قال الخبير التكنولوجي طلعت عمر إن هناك المئات من التطبيقات التي أصبحت يتم تحميلها مجانا على الهواتف المحمولة بمجرد ضغطة على زر تستطيع تنزيلها، وبالتالي أصبح من الصعب مقاومتها أو السيطرة عليها من قبل الحكومات خاصة في الدول النامية.
 
وأضاف عمر، أن هذه التطبيقات لها جانبان سلبي وإيجابي، ولكن يتوقف على طبيعة استخدام الشخص، ولكن هذا الكم الهائل من التطبيقات يسهم في انتشار الجرائم الإلكترونية من خلال اختراق الهواتف وابتزاز الفتيات بصورهن الخاصة فأصبح الشخص يحمل في جيبه جاسوسا يلازمه طوال الوقت، ويسهل التواصل من خلاله مع العالم الخارجي وتكشف الأذونات التي يحصل عليها التطبيق عند تحميله على قدرته على معرفة الكثير من المعلومات والبيانات الخاصة بالهاتف ومستخدمه، إذ يمكن للتطبيق معرفة بيانات الهوية الخاصة بالمستخدم والتعرف على مكانه بشكل مفصل، والوصول إلى معلومات عن شبكة الواي فاي، التي يستخدمها مالك الهاتف، وعليه لابد للإنسان أن يحمي نفسه من هذه التطبيقات غير الآمنة.
 
المخابرات الأمريكية
المخابرات الأمريكية
واستطرد الخبير التكنولوجى قائلا: «من الخطورة أن يحصل الشباب على مبالغ مالية مقابل فيديوهات مجانية يتحدث فيها عن نفسه وعن مواقف شخصية وعائلته وأصدقائه، الأمر الذي يعد بمثابة الغزو الثقافي والحرب الناعمة، التي تستطيع الدول من خلاله الحصول على المعلومات وثقافة الشباب، ما يسهل طريقة السيطرة عليهم، فالبرنامج مجاني كما أنك تحصل على أموال بالدولار، لذلك حث الشباب على استخدامه دون النظر إلى المخاطر التي تنتج عنه حتى إذا كان به محتوى مخل بالأداب».
 
 وأوضح عمر، أن أجهزة المخابرات تنفق المليارات مقابل جمع المعلومات التي تجمعها من خلال هذه التطبيقات، فتطبيق «الفايبر» الذي يتيح مكالمات دولية مجانية كان يملكه شخص إسرائيلي وباعه لشخص آخر، وبعدها صرح أن حجم المعلومات التي حصل عليها أهم بكثير من حجم الأموال التي أنفقت عليه، فالشباب يقدم نفسه لأجهزة المخابرات بدلًا من أن تسعى هذه الأجهزة إليه فالتطبيقات تحولت إلى مصائد للشباب.
 
واختتم الخبير التكنولوجي حديثه بتوجيه النصح للأسرة المصرية بأن تلتفت لتربية الأطفال بشكل سليم، فالطفل في الحضانة يحمل هاتفا حديثا يقوم باستخدامه بصورة غير سليمة لتنتشر بعدها الجرائم بين الأطفال، فالأم عليها دور كبير في متابعة أبنائها، فنجد فتيات لا تتجاوز أعمارهن الثانية عشرة وتنشر مقطع فيديو من داخل غرفة نومها بملابس عارية، ويتم بعدها ابتزازها، فأين دور الأم في توعية الفتاة بخطورة ذلك؟!
التعليقات