خمس طُرُق للحفاظ على مقعدك فى مترو الأنفاق!

بقلم: أنور الوراقي..

كثيراً ما تكون مُجهداً جداً، أو راغباً فى قتل ثورة ضميرك، لو كان عندك ضمير، وترغب فى الاحتفاظ بمقعدك فى مترو الأنفاق، حتى وإن كانت الدُنيا زحمة، ومن حولك يكتظ المكان بالمُسنين، والنساء، بل وأصحاب الحالات الخاصة الذين تحتل أنت المقاعد المُخصصة لهم فى طرفى العربة!

لذا فقد تلجأ لمثل هذه الحيَل للحفاظ على مقعدك الذى نُلته بعد طول صبر، أو مُعاناة؛ لتقضى مشوارك من الوضع جالساً باستقرار، بدلاً من أن تتأرجح يمين وشمال، واحتمال كمان تتقلِّب فى المحفظة أو التليفون، أو حزام البنطلون وهو أضعف إيمان السارق!

إليك خمس طُرُق يستخدمها غالبية الراغبين فى الحفاظ على مقاعدهم فى مترو الأنفاق، دونما اضطرار للاستغناء عنها على سبيل الذوق أو الأدب أو الأخلاق العالية أو الخجل أو الإحراج، أو حتى خوفاً من كلام الناس، أو نظراتهم المُستنكرة:

1- ترسم على وجهك الإرهاق والأسى بكُل معانيه، وتحُط إيديك على خدَّك، وتشرد فى ملكوت الله، ولو قدرت تجيب دمعتين يلمعوا فى عينيك يبقى زى الفُل، وقتها الناس هتقول إن انقتل لك قتيل غالى، أو إنك فوجئت بإصابتك بمرض خطير ستموت بسببه بعد يومين تلاتة، وبالتالى لازم يسيبوك تحقق كُل اللى نفسك فيه قبل ما تودَّع الحياة، وطبعاً على رأس أولويات طموحاتك فى الدُنيا، إنك تقضى رحلة بالمترو وإنت قاعد على كُرسى فى عِز الزحمة!

2- تمسك الموبايل وهات يا لعب أو نت بكُل انشغال، ولا كأنَك حاسس باللى حواليك، انعزلت عن العالم تماماً لدرجة إنك قال إيه مش قادر تفرَّق بين امرأة عجوز لا تقوى على الوقوف بجوارك وإنت قاعد، وبين شاب مفتول العضلات لسَّة خارج من الچيم طازة، وعضلاته متنطورة فى طول خط المترو من المؤسسة لحد المنيب!

3- تنهمك فى قراءة القُرآن الكريم فى مُصحف صغير، بعد أن تغض بصرك تماماً، فلا تلتفت لمَن حولَك، وطبعاً عُذرَك معاك، ويا حبذا لو تمتمت كُل دقيقتين بكلمتين مما تقرأه بصوت عالٍ لتُدلل على انشغالك التام فى التلاوة والتجويد، بعدما سَمَت روحك فوق الحياة بما تحمله من ماديات عفنة، وشرور وآثام ينبغى الترفُّع عنها!

4- تعمل نفسك نايم، وقتها محدش يقدر يصحيِّك أو يلومَك، إنت كمان لمَّا تغمض عينيك هتغمض ضميرك معاها، وبالتالى مش هتحس بشفقة ولا إحراج لما تشوف واحدة حامل فى الشهر السادس جايز تولِد دلوقتى مُبكراً بسبب وقفتها جنبك، واهتزاز العربة، وزَق الرُكاب فى الزحمة ليها، ولن تخشى من لومة لائم قد يُطالبك ـ ولو بنظرة ـ بإنك تخلى عندك شوية دم وتقوم لها علشان تقعُد مكانك.. لكن طبعاً ياريت متنساش تفتَّح عينيك كُل كام دقيقة علشان تعرف إنت فى محطة إيه، أحسن محطتك تفوتَك يا حلو!

5- بكُل جرأة تدفن الهاندفرى فى ودانك، وتقعُد تحُط رجل على رجل كمان، وتبُص للناس بتحدى، وقتها هيقولوا عليك قليل الذوق وبارد وبِجِح، ومحدش حتى مُمكن يلومَك أو يعاتبك عملاً بالقاعدة الشهيرة "عتاب الندل اجتنابه"، يعنى هيبعدوا عنك ويسيبوك فى حالَك، وإنت كمان هترتاح وهتفضل قاعد ومأنتخ لحد آخر المشوار!

مُمكن تدخُل معانا التحدى.. وتقول بصراحة بتحافظ على كُرسيك فى المترو إزاى؟!

التعليقات