هذا النوع من الأصدقاء لا تهنئه بعيد ميلاده أبداً منعاً للإحراج!

بقلم: أنور الوراقي

تلقيت تنبيهاً من Facebook بأن ذلك اليوم يوافق عيد ميلاد أحد أصدقائى، كُنا قد افترقنا لفترة، وصارت لقاءاتنا محدودة للغاية، وربط بيننا موقع التواصل الأخطبوطى هذا كالعادة، بعدما أمسك كُل واحد منا من عرقوبه!

قررت توجيه التهنئة له بعيد ميلاده بالكتابة على صفحته، لكن فوجئت بأنها مُغلقة دون ذلك، فأرسلت له رسالة خاصة مُهنئاً بتلك المُناسبة الميمونة، وراجياً له الصحة وطول العُمر والنجاح والتوفيق والسداد، وأن يعلو شأنه بين العباد، إلى آخر هذه المُراسلات التى تتمنى الخير لمَن نُحبهم، فى مُناسبات تقل قيمتها كثيراً إذا ما كان صاحبها بمفرده؛ إذ يشعُر المرء ساعتها إنه ميسواش تلاتة تعريفة، وهذا ما لم أقبله على صديقى؛ لاعتقادى أنه يسوى أكتر من تلك التعريفات الضئيلة!

لم أتخيَّل أبداً أن لحيته التى أرسلها مؤخراً حتى وصلت لأسفل ركبتيه، يُمكن أن تتسبب فى هذا الموقف المُحرج، رَد علىَّ بمُحاضرة طويلة عريضة يؤكد فيها حُرمانية الاحتفال بأعياد الميلاد، كأنى كُنت بطلُب منه يحتفل بعيد ميلادى أنا، حاولت إقناعه بأن الكلمة الطيبة صدقة، لكنه كان ما صدَّق وانطلق مُعدداً نوائب الدهر التى أصابتنا كمُسلمين، وجعلتنا مثل الكُفار، على آخر الزمن بقيت أنا (أبو لهب) لأنى فكَّرت أهنيك بعيد ميلادك؟!

حاولت تبسيط الأمور، مؤكداً له أن الأمر لا يستحق كُل هذه العصبية، وأنى لم أكفر بسبب تهنئتى له بعيد ميلاده، فواصل هجومه ضدى مؤكداً أن استخفافى بأمور الدين ومُحرماته ونواهيه هى معاصٍ وآثام أرتكبها عن عمد، وطالبنى بالتوبة فوراً!

كانت الصدمة أقوى من القُدرة على احتمالها، وكان الرَد المُناسب بعد ذلك أننى قُمت باستبدال تحية أخرى بتلك التى أثارت غضب الصديق وغيرته على الدين الذى أسأت إليه ـ من وجهة نظره ـ فقُلت له: يا سيدى سنة سودا عليك وعلى دماغك، الله يحرقك بدل الشمع اللى فى التورتة اللى مش هتشتريها يا أخى.. يا رب تكون مرتاح!

التعليقات