بقلم: أنور الوراقي

تسبب إعلان شبه مُبهم منشور على أحد المواقع، يطلب راقصة للعمل فى أحد الملاهى الليلية "المُحترمة" فى الخليج، فى إطلاق آراء عدد من الخبراء الاقتصاديين والاجتماعيين والأمنيين والفسيولوجيين، رداً على ما أسموه بغياب المنطق عن الإعلان!

ونشر أحد الملاهى الليلية إعلاناً يطلب فيه راقصة للعمل، مؤكداً أنها ستعمل فى "مطعم وكافيه مُحترم" على حد وصفه، مُحدداً مكانه بأنه فى إحدى الدول الخليجية، مُقابل 5500 دولار أمريكى شهرياً، بالإضافة لعدة مواصفات أخرى موجودة فى الإعلان المُرفق!

وقال خبير مصرفى شهير خجل من ذكر اسمه فى تصريح منسوب له عبر موقع (4poundsequal1dollar.com) الاقتصادى الشهير، أنه لا يُفضِّل قبول أية راقصة مصرية لهذا العرض، لا سيما وأن المُقابل المادى غير مُغرٍ، مُشدداً فى تصريحاته على أن الدولار هايبقى بأربعة جنيه كما تم التأكيد قبيل تعويم الجنيه المصرى قبل أكثر من ثلاثة أشهر، مضيفاً "وهاترجع تشتغل فى مصر بالجنيه أحسن لها بعد كدة، فياريت توفَّر على نفسها الغربة أحسن"!

أما الخبير الأمنى (أشرف أبو عقدة) فقد أكد أنه توصَّل لجنسية المُعلن بعد مجهود شاق، وكذلك المكان الذى ستقوم الراقصة بالعمل فيه، وقال سيادته لنا أنه استدل على ذلك من البريد الإليكترونى الخاص بالمُعلن، والذى ينتسب للموقع الإليكترونى الذى يبدأ بحروف UAE، وهى الحروف الدالة على دولة الإمارات العربية المُتحدة!

وقال (أبو عقدة) أنه اجتهد وسهر الليالى للكشف عن ذلك الأمر، وأن تلك الأعمال الأمنية شديدة التعقيد لها خبراء مختصون بفك رموزها، وبالتالى فهو ينصح كُل راقصة بقبول العرض، كون مستقبل السياحة فى الإمارات مُشرقاً ومُبشراً بالأفضل بالنسبة لأية راقصة تحترم فنها!

وأكدت (حسناء أبو الليف) الخبيرة الاجتماعية ومدمنة الأبراج أن طلب راقصة من أى دولة عربية، للعمل فى دولة عربية أخرى، سيؤدى لتأصيل التعاون بين العرب وبعضهم، مُشيدة بصيغة الإعلان، ومؤكدة أنه يسعى لتجميع أبناء العرب مع بعضهم البعض، بدون تعقيدات ولا حزازيات بينهم، وأن هذا سيكون نواة للوحدة العربية التى يحلم بها القوميون!

أما الدكتور (أبو العينين الحساس) الخبير الفسيولوجى الشهير فقد وجَّه نقداً عنيفاً للإعلان، لا سيما تلك الفقرة الخاصة بالخبرة، والتى تؤكد ضمناً أن الخبرة ليست شرطاً أساسياً، وسيكون من المقبول أن تكون الراقصة ذات خبرة ثلاث سنوات أو بدون، وتسائل بغضب "هو فيه رقاصة معندهاش خبرة؟ دى تبقى مهزلة، إنتوا كدة بتسيئوا للرقص والرقاصات، الرقاصة لازم تكون خبرة.. خبررررة!"

فيما أكدت الست (أم مريم) صاحبة كشك الكبريت فى عطفة الحليوة المعجبانى بعدما قرأنا لها الإعلان "والنبى أنا لو فيَّا الرمق لا كُنت روحت بنفسى، بس عايزين واحدة سنها ميزيدش عن 35 سنة، وأنا عديت السن دة يادوب بخمسة وتلاتين سنة ويومين؛ علشان عيد ميلادى كان أول إمبارح"!

وأضافت "هو صحيح توب الفضيحة شفاف.. بس مفيش أنيل من فضيحة الفقر، الواحدة كانت راحت عملت لها قرشين بيض ينفعوها فى الأيام السودا دى، هى الرقاصة إيه غير شوية هَز؟ دول حتى مش شارطين إنها تعرف إنجليزى، ناس بتفهم، قال يعنى لو بتعرف إنجليزى هتستعمله؟ دى رايحة ترقص مش تغنى، دة حتى الغنا حرام لأن صوت المرأة عورة!"