حكايتي مع البقشيش "من دفتر أحوال مواطن غلبان"!

 

بقلم: أنور الوراقي

الساعة 6: صحيت من النوم، بتاع اللبن على الباب 17 جنيه، طبعاً قعد يدوَّر فى جيوبه عن باقى الـ20 لمُدة نُص ساعة، وبص لى زى السحلية، فاضطريت أقول له: خلى الباقى علشان كدة مش هلحق أفطر!

الساعة 7: الزبَّال المرَّة دى، قال لى كُل سنة وإنت طيب وهو عمال يتمحلس على باب الشقة، قولت له وإنت طيب، وحاولت أدخُل، راح سائلنى "فيه زبالة تانية يا بيه؟" أكيد مش هكون مخبيها منَّك يعنى يا عم، المُهم دبيت إيدى فى جيبى لقيت 5 جنيه إديتهاله، بص لى بقرف، وخَدها ومشى!

الساعة 8: البواب قال لى "صباح الخير، كنسنا السلالم ومسحنا المدخل، وبعت جيبت ديتول مخصوص علشان حضرتك بتحبه، والله جايبه خصوصى"، بكام الديتول يا عم الحاج؟ قال لى بتلاتة وعشرين جنيه، طبعاً خَد التلاتين وضرب عليهم، وسابنى وراح يرُد على الموبايل!

الساعة 8:05: واحد معرفوش ماسك فوطة مبلولة زفت، وعمَّال يبوَّظ بيها إزاز العربية، ورافع المسَّاحات، ومخليها كأنها عربية كارو، جرى عليا، وفتح لى الباب، وهو عمَّال يدعى ويصبَّح، ومسح الإزاز تانى فبوَّظه أكتر، خسارة دة أنا لسَّة جايبها من المغسلة إمبارح وكانت زى الفُل، المُهم راح واقف فى عرض الطريق وهو بيزعَّق فى العربيات تستنى، لما لهف العشرة جنيه قال "والله إحنا بنخدم الناس الكُمَّل من غير حاجة يا باشا"!

الساعة 8:30: فى أول إشارة مرور، عقد فُل اترمى فى العربية، وجنبيه كيس مناديل، وهجم عليا ست مُنقبة، وعيِّل صغير عمال يعيط ومناخيره سايبة ع الآخر لأنه مش هاين عليه يفتح له كيس مناديل، دعوات بالستر والفلاح والنجاح، وربنا ميرقدلكش جتة، ويوسَّع رزقك، ومتشوفش اللى بنشوفه، لما كُل واحد منهم أخد خمسة جنيه، انتهى الدُعاء واختفوا من قُدامى فجأة، سمعت حسبنة عليَّا بس عملت نفسى أطرش!

الساعة 10:00: هنفطر فى الشُغل، طلبت ساندوتشات بخمسة وتلاتين جنيه، دفعت خمسين، علشان الديلفرى والبقشيش، وعمولة الزميل اللى بيجمَّع الطلبات، ومفيش فكة!

الساعة 15:00: جلست للغداء مع أصدقائى فى مطعم، طبعاً البقشيش مُهم علشان الراجل يتوصَّى ويجيب لنا أكل كويس، وإلا مُمكن الأطباق يكون فيه دود وخنافس، ويحرمنا من الألقاب، المُهم لما اترقع البقشيش الصح 10 جنيه على كُل نفر، فضلنا باشوات وبهوات، وفضل الدود فى الطبق مع الخنافس برضو!

الساعة 21:00: قررنا نسيب القهوة، دفعت فاتورة الطلبات (حسب نظام الدور الذى أتبعه مع شلة الأصدقاء)، القيمة كُلها 81 جنيه، وبما إن مفيش باقى 100 جنيه، فطبيعى نسيبها للبيه القهوجى، ياريتنى اشتغلت قهوجى، يخرب بيت المدارس والجامعات!

الساعة 21:05: حاولت آخد عربيتى علشان أروَّح من القهوة للبيت، لقيت شخص تانى ـ شبه بتاع الصبح ـ مزيتها ومشحمها إزاز وصاج، ورافع لى المساحات، وماسك الفوطة وهاتك يا تلييط فيها، والباشا والبيه.. والخمسة جنيه رماها فى وشى، فاضطريت أديله عشرة فوقيها، ومع ذلك مشيت وهو زعلان وبيسب ويلعن فى العالم القيحة اللى مش هاين عليها تعمل الخير!

الساعة 23:00: بدأت النوم وأنا أفكر فى الغد، وبعد الغد، وحتى آخر الشهر، تُرى هل يُمكن أن يقرضنى البواب مبلغاً لأفطر به؟ وهل يمنحنى السايس مُقابل لترين بنزين؟ لو بتاع اللبن يعمل جميلة ويخلى الحساب لأول الشهر.. دة يبقى إنجاز عظيم!

التعليقات