لماذا أدافع عن الزعيم أردوغان؟! "بقلم مش أيمن نور"

جميع النظريات الاقتصادية والجيوسياسية تؤكد أن الرئيس التركى الصديق العزيز (رجب طيب أردوغان) هو الأفضل على مستوى العالم حالياً من جميع الجهات والمنافذ والمحاور، ولقد حاولت التقدُم بمبادرة لرأب الصدع مع الجانب الأوروبى، وعرضت لعب دور وسيط بين الطرفين، تماماً كما سبق لى ولعبته بين الإخوان والقوى الثورية، وبينهم وبين المجلس العسكرى، وذلك للحفاظ على حظوظ تركيا فى الانضمام للاتحاد الأوروبى، لكنه استوقفنى مُطالباً إياى باعتبار الكرامة الإسلامية أهم من أى أمر!

كُنا نحاول إبقاء حرصنا على مصالح تركيا عبر بحار العالم ويابسته قائمة، لكنه قال لى فى اجتماع بالغ السرية تم بثه على الهواء مُباشرةً أن الكرامة أهم من الندامة، وأن الحُرة تجوع ولا تأكُل من حلة جيرانها، وبصفتى ليبرالى مُتجذِّر مُعاصر لكُل حوادث الخلافات الشعبوية فقد انبهرت بهذا الرجُل أيما انبهار، وتمنيت أن يكون لمصر مَن هو مثله حتى نواجه الغرب بكُل هذه الجرأة!

قبل يومين أنزل الأتراك العلم الهولندى من فوق القنصلية الهولندية، ورفعوا بدلاً منه علم العزة والكرامة للإسلام وللحريات وللشجاعة، وقالت لى مصادر مُقربة فى العاصمة أنقرة أن الشعب حاول رفع صورة زعيمه وقائده وحبيبه ورئيسه (رجب طيب أردوغان) هو اللى مأكلهم هو.. هو اللى مشربهم هو.. هو.. هو.. لكنه رفض وآثر البقاء فى الظلال ليظل علم بلاده هو الباقى عالياً، ولقد اقترحت عليه للانتقام من هولندا أن نقوم بتسريب أخبار عن شراء تركيا لطائرات بدون طيار، وهذا سيُدخل الهلع لقلوب النظام الهولندى، وبالتالى يرضخ لمطالب (أردوغان)، ويسيب طيارة وزير الخارجية بتاعه تنزل هناك، علشان يعمل شوبنج ببلاش، ويجبروا الحكومة الإثيوبية على هدم سد النهضة كمان!

قُلت للمُقربين منى فى المنفى ونحن نشاهد فيلم أمهات فى المنفى أن الغمة لن تطول، وأن الحق أحق أن يتبع، وأن دولة الظلم ساعة يد، ودولة الليبرالية ساعة حائط، وشتان الفارق بين الاثنين، هذه صغيرة وتلك كبيرة، هذه ضئيلة وتلك عظيمة، هذه دقاتها لا يسمعها إلا شخص واحد بالعافية، وهذه دقاتها تُسمع كُل الجيران وجيران الجيران، والمعنى فى بطن الكاتب بالهنا والشفا، وقُلت لـ(أردوغان) أن دائرة المؤامرة تضيق من حوله، خاصةً وأن (ميركل) قد كشفت عن وجهها القبيح، هناك اقتراحاً آخر قدمته فى الاجتماع السرى، وهو مُسجَّل على اليوتيوب أيضاً، لماذا لا تقوم تركيا بتقديم المُساعدات المالية والإعلامية للمُعارضة الألمانية؟ وقتها قد نقدر على قلب نظام الحُكم هناك، ومن ثم الإطاحة بالنظام الفاسد الفاشى الديكتاتورى، ثم نقيم نظاماً عادلاً ديمقراطياً!

آه يا مصر من ظلماتك التى صارت حالكة، إنى أغبط تركيا على رئيسها الحنون الطيب، الذى يمُر بنفسه على البيوت والمنازل والديار ليتأكد من أن الناس ليسوا حيارى ولا سكارى، ولكنهم يحيون فى أفضل عيشة، اللى عايز بطيخ ياخُد، واللى عايز رُمان ياخُد، واللى عايز أى مصلحة بيجيبهاله لحد عنده برضو، ويقف يستنى لحد ما يتأكد إنها عجبته!

لقد ثار هذا الرجُل على إهانة الغرب، ورَد الصاع صاعين، انضرب على قفاه، فانتفض ليشد شعور الآخرين، ويخربشهم، ويقرُمهم مطرح ما أسنانه توصل وبدون تمييز، هذه هى الكرامة الوطنية، ولقد اتفقنا ونحن نناقش ما سنفعله مع الحُكام الظلمة فى هولندا وألمانيا، أن النظام الهولندى والألمانى يختلف عن الشعبين هناك، وأن الشعب الذى يرزح تحت نير الظلم والقهر فى هولندا أو ألمانيا يستحق عطفنا، لا غضبنا عليه، واتفقنا فى هذه النقطة بالخصوص، ولقد أخبرنى الزعيم (أردوغان) أنه يلعن الاتحاد الأوروبى ألف مرَّة، واليورو ألفين مرَّة، و(كاترين أشتون) تلاتلاف مرَّة، ورقصنى يا جدع على مرَّة ونُص!

سأروى لكُم قصة، ذات مرَّة راهنت الرئيس المخلوع (مبارك) أنه لا يُمكنه اتخاذ قرار بسحب السفير التركى من أمستردام، قُلت له أنه لو فعلها فسيكون سيد قراره فعلاً، لا مُجرَّد تابع، لكنه عجز عن ذلك، بينما فعلها (أردوغان) ونجح فى سحب نفس السفير من أمستردام فعلاً، هذا هو الفارق بين ولاد الفلاحين الخراسيس من عينة حُكام مصر، والسيد الفاضل الخليفة القائد الأوحد (أردوغان) بطل تُركيا ابن الباشوات والسلاطين من أولاد (عثمان)، هذا هو الفارق بين حُكام يطردوك من بلدك، وحكام كرماء يستضيفوك ويطعموك ويقبضوك ، هوة دة الفرق بين  أحضان الزعيم المعطاء (أردوغان)، أوالغالي الفييس أبو الكرم (تميم) قطر، وبين اللأحضان في مصر اللي كلها شوك ونار يا حبيبى نار، لنحيى معاً الزعيم (أردوغان) العظيم رافع راية الإسلام والمُسلمين، أبقاه الله لنا، وإداله الصحة والعافية، هاى هيئ!

مقال تخيُلى ساخر كتبه: أنور الوراقي..

التعليقات