نصيحتي لوائل الإبراشي: كيف تُشعلها بالتبريد؟ "بقلم: مش مفيد فوزي"!

عرفت (وائل الإبراشى) طفلاً جميلاً وسيماً، شعره الأبيض غزير يسيل على جانبى رأسه، وعيناه ذكيتان لامعتان، أرجوك يا عزيزى لا تقاطعنى بالتهكُم، نعم هو شعره أبيض من أيام ما كان طفلاً، نعم، ولقد كُنت شاهداً على ذلك، نعم، ومن أجل هذا من حقى أن أسدى له بعض النصائح، فلقد تربى على يدىَّ، وكان بيحيب الشيكولاتة والبونبونى، نعم، وياما جبتله منهم كتير!

عزيزى (وائل)، لاحظ أنى قُلت عزيزى ولم أقل صديقى، فنحن هنا فى مقام النشر الرفيع فى بلاط صاحبة الجلالة، صديقى وصديقك هناك على القهوة لما بنشرب شاى، شاى كينى أصلى مُعتبر، بملعقة سُكر، وماء مغلى من الصنبور، الصنبور اللى هو الحنفية، بتتنطق كدة وتدوس على آخرها "فيَّا" الحنفية، نعم!

أقول لك يا عزيزى، لازم تشعل حلقات برنامجك لكن بدون انفعال، وبدون سخونة أيضاً، لابُد وأن تكون محاوراً لا مُذيعاً، ازنق الضيف كما لو كان قطعة من قطعة الشطرنج، حاصره فى خانة واحدة، اطلب منه أن يرتدى ثياباً بعينها، قُل له كِش قميص، أو كِش بنطلون، أو كِش أندر لو شئت؛ لكى ينشغل بالثياب وينسى يجيب معاه طفاية، بلاش ينسى نفسه ويفتكر إنه مش ضيف، لازم يفضل فاكر أنه ضيف وأنك محاور، ولست مُذيعاً!

هل رأيتنى وأنا أحاور الرئيس (السادات)؟ هل شاهدتنى وأنا أنتزع الحقائق من الرئيس (مبارك) انتزاعاً؟ هل تعلم كَم استغرقت من ساعات وأيام وأشهر وسنوات للتحضير لمثل هذه الحلقات؟ هل تعلم كم سيجارة وكم فنجال قهوة استهلكتهم؟ عارف عدد الأوراق قد إيه يا (وائل)؟ لابُد وأن تقتدى بى لكى تصبح شهيراً جميلاً يا (وائل)، نعم!

أنا ألاحظ على (الإبراشى) أنه يبتعد أحياناً عن الأحداث المُهمة لصالح أحداث أقل أهمية، لابُد يا (إبراشى)، وأنا أقولها من باب العشم، ومن باب أن لى حق عليك، فلقد عرفتك طفلاً جميلاً وسيماً، بشعر أبيض غزير ناعم، لابُد وأن تتحدث فيما يهم الناس، أن يكون حديثك هو حديث المدينة، وأن تشتعل حلقاتك بالفكر والرأى، لا بالصوت العالى الذى يفسد الذوق العام، ويشتت المشاهد والمستمع، كلا، كلا يا (وائل) هناك أساليب لإشعال النار ولكن ببرود!

والبرود يا (وائل) من حُسن الفطن، لابُد للإعلامى أن يكون بارداً، ويضع كُل برود الدُنيا فى صدره، وفى الميكروفون هذا الذى لا تحمله فى يدك، رغم أنك محاور ولست مُذيعاً، ثم يشعلها بالراحة وبهدوء، والنار المشتعلة ببرود تدوم أكثر من النار الساخنة، هل فهمت شيئاً يا عزيزى؟ أعتقد أن ذكائك الجَم سيسمح لك بأن تفهم ما بين السطور، نعم، أعتقد، نعم، أما لو لم تفهم، فأنت لست (وائل) ولا أعرفك.. نعم.. لست (وائل) وإنما إنت قلبها!

مقال تخيُلى ساخر.. كتبه: أنور الوراقي..

التعليقات