5 حكايات في تراجع روسيا عن حظر استيراد الفاكهة والخضروات المصرية

لم يكن القرار الذي أعلن عنه رئيس هيئة الرقابة الزراعية الروسية، سيرغي دانكفيرت، بشأن رفع الحظر المفروض على استيراد بعض الخضار والفواكه من مصر، مفاجئا فقد سبقه عدة خطوات اتخذها الجانبان المصري والروسي في سبيل الوصول إليه.

الحكاية الأولى

البداية كانت الأربعاء الماضي، حين وزير الزراعة، عصام فايد، في مؤتمر صحفي، عقد في مجلس الوزراء، أعلن خلاله أنه تمت الموافقة خلال اجتماع الحكومة على الرجوع إلى القرار القديم الذي يقضي بالسماح بدخول أقماح، طبقا للمواصفات القياسية العالمية وهي مصابة بنسبة إرجوت 0.05%.، القادمة من روسيا، وبرر  الوزير القرار بأن سياسة عدم السماح بأي نسبة إرجوت أدت إلى توقف شحن 540 ألف طن من القمح الروسي.

الحكاية الثانية

هذا المؤتمر، جاء بعدما مارست روسيا ضغوطا على مصر، تمثلت في إخطار هيئة الرقابة البيطرية والصحة النباتية في روسيا الجانب المصري بمخالفة 3 شركات لضوابط دخول المنتجات الزراعية إليها ما تسبب بفرض الحظر المؤقت على هذه المنتجات.

ولم تتوقف عند هذا الحد، بل أعلنت هيئة الرقابة البيطرية والصحة النباتية في روسيا، أنها تبحث إمكانية وضع قيود على استيراد محاصيل زراعية لا تطابق مواصفات الصحة النباتية من مصر، مشيرة إلى أن الرقابة تكتشف مخالفات لشروط الصحة النباتية في الفاكهة المصرية بين الفينة والأخرى.

الحكاية الثالثة

الضغوط جاءت أيضًا من جانب كبار موردي القمح لهيئة السلع التموينية حين أعلنت الشركات أنها ستمتنع عن تقديم عروض للمناقصة الجديدة، لأن الحكومة لم تُقدم حلاً للمشكلات التي تواجههم في الاستيراد، والتي كانت سبباً في الامتناع عن التقدم للمناقصتين الأخيرتين.

 

وأوضحت أن الشركات اعتادت العمل بالمواصفة القياسية العالمية في السنوات الماضية، وأن تصريحات وزارة الزراعة بعدم استيراد أية كميات من القمح خطوة غير صحيحة.

الحكاية الرابعة

وأمام هذه الضغوط اضطر مجلس الوزراء إلى ممارسة ضغوطا على وزير الزراعة الدكتور عصام فايد، لتراجعه عن قراره المنوط بمنع دخول شحنات قمح مصابة بفطر الإرجوت.

الحكاية الخامسة

وأخيرًا عادت المياه إلى مجاريها بين البلدين، حيث أعلن رئيس هيئة الرقابة الزراعية الروسية، سيرغي دانكفيرت، اليوم الإثنين، أن الهيئة سترفع الحظر المفروض على استيراد بعض الخضار والفواكه من مصر.

وقال رئيس الهيئة للصحفيين، "سنقوم باختيار ما يمكن السماح باستيراده حاليا، إلا أننا سنحافظ على حق القدوم والقيام بحملة تفتيش في أي وقت، ونحتفظ بحق إعادة الحظر في حال لم يعمل بشكل فعال".

 وكان المهندس طارق قابيل، وزير التجارة والصناعة المصري، قد أجرى اتصالات مكثفة مع الجانب الروسي لبحث تداعيات فرض قيود مؤقتة على بعض صادرات مصر من الحاصلات الزراعية للسوق الروسي، حيث أجرى الوزير محادثات هاتفية صباح اليوم مع عدد من المسؤولين، تناولت أهمية إلغاء هذه القيود واستئناف تصدير المنتجات الزراعية المصرية للسوق الروسي مرة أخرى خاصة مع قرب حلول الموسم التصديري للحاصلات مطلع شهر نوفمبر المقبل.

وقال الوزير في بيان اليوم الاثنين، "إن المسؤولين الروس أبدوا تفهما وتجاوبا كبيرا خلال المحادثات، متوقعا أن يتم التوصل إلى قرار لحل هذه المشكلة". وكان من المقرر أن تبدأ اليوم في العاصمة الروسية موسكو، محادثات مشتركة بين الخبراء والمختصين من البلدين، وذلك لبحث القواعد والشروط المطلوب تنفيذها من الجانبين لضمان جودة المنتجات المصدرة، وعدم وضع أي عراقيل تعوق نفاذ هذه المنتجات. وكان المهندس طارق قابيل قد أعلن عقب لقائه بالسفير الروسي بالقاهرة، أنه سيتم إيفاد بعثة فنية تضم ممثلين لوزارة التجارة والصناعة والحجر الزراعي المصري والمجلس التصديري للحاصلات الزراعية إلى روسيا لبحث هذا الأمر مع الجهات الروسية المعنية، وعلى رأسها الهيئة الفدرالية الروسية للحجر الزراعي والبيطري بهدف رفع هذه القيود واستئناف التصدير مرة أخرى.

التعليقات