فرنسا ترفض التطرف والعنصرية .. من ماري أنطوانيت إلى ماري لوبن!

أصبح الطريق مفتوحا امام مرشح الوسط، إيمانويل ماكرون،لدخول قصر الاليزية بعد توحد معظم التيارات السياسية الفرنسية خلفه فى المعركة الانتخابية الفاصلة فىي ٧مايو المقبل ، وتتجه استطلاعات الرأي قبل الجولة الثانية للانتخابات الي التأكيد بأن المزاج السياسي العام في فرنسا يميل الى منع مرشحة اليمين المتطرف ماري لوبن من ان تصبح اول سيدة تصبح رئيسا لفرنسا بعد الإمبراطورة ماري أنطوانيت التى اعدمت فى أعقاب الثورة الفرنسية ١٧٨٩ والتى ردت على مطالب الشعب الفرنسي الجائع والباحث عن الخبز " لماذا لايأكلون الجاتوة ' ،؟!.

وترفع لوبن شعارات بالغة العنصرية ضد المهاجرين والمسلمين على وجه الخصوص وتري ان الهجرة مسؤلة عن مشاكل فرنسا التى يعيش بها خمسة مليون مسلم معظمهم من شمال افريقيا اضافة الى عدد مماثل من المهاجرين من أصول إفريقية من المستعمرات الفرنسية السابقة وقد ساهم كل هؤلاء فى نهضة غجفرنسا على مافةالمستويات وعانوا من التهميش والتمييز .

ومن المتوقع ان تشهد فرنسا حشدا للوقوف وراء ماكرون كما حدث مع جاك شيراك الذى استطاع هزيمة والى ماري لوبن الذي بدا مسيرة التطرف اليميني ضد المهاجرين وتوحدت معظم القوى السياسية ضده لصالح شيراك ، وقد تتغير الأمور اذا وقعت عملية ارهابية كبيرة قبل جولة الإعادة تصب فى صالح ماري لوبن  التى تنتظر هذه الهدية من داعش لكى تدخل قصر الاليزية وتدخل فرنسا عصر الشعبوية ونهاية الشعارات التاريخية حول الحرية والإخاء والمساواة.

وحصل ماكرون فى جولة امس علي 23.82 في المئة من الأصوات، بينما حصلت مرشحة أقصى اليمين، مارين لوبان، على 21.58 في المئة، وذلك بعد فرز 46 مليون من أصوات الناخبين.

وبتجاوزها عتبة 6.8 مليون صوت، وهو ما حصلت عليه قوائم حزبها في الانتخابات المحلية سنة 2015، تكون مارين لوبان قد حطمت رقما قياسيا تاريخيا للأصوات المساندة لحزبها، الجبهة الوطنية.

وجاء في المرتبة الثالثة، حسب النتائج الجزئية، مرشح اليمين، فرانسوا فيون، وفي المرتبة الرابعة، مرشح أقصى اليسار، جون لوك ميلونشون، لكن الفارق بينهما ضئيل جدا، حيث حصل الأول على 19.96 في المئة والثاني على 19.49 في المئة من الأصوات.

ومهما يكن الفائز في هذه الانتخابات، فإنها سجلت قطيعة مع المشهد الانتخابي الذي كانت الأحزاب الاشتراكية وأحزاب يمين الوسط تسيطر عليه.وتتزعم لوبان المتشككين في جدوى البقاء في الاتحاد الأوروبي بالصيغة الحالية ومناهضة الهجرة لكنها حاولت التخفيف من لهجة حزبها، الجبهة الوطنية، تجاه بعض القضايا أما ماكرون، فقد تقلد منصب وزير الاقتصاد تحت رئاسة فرانسوا هولاند لكنه لم يكن بدا نائبا فيه.

ماكرون: الفرنسيون عبروا عن الرغبة في التجديد

وفيما اقر المرشح اليميني فرانسوا فيون أقر بالخسارة قائلا إنه سيصوت لماكرون في الجولة الثانية ودعا أنصاره إلى القيام بذلك.وأضاف فيون أن مارين لو بان قد تقود البلاد إلى الفشل.

ومن المرجح أن يحظى ماكرون بدعم المؤسسة السياسية الفرنسية؛ إذ مباشرة بعد إغلاق مراكز الاقتراع دعا رئيس الوزراء برنارد كازينوف جميع الديمقراطييين إلى التصويت لصالح ماكرون في الجولة الثانية..

وفي أولى ردود الفعل الأوروبية، أعرب المتحدث باسم المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، عن تمنياتها بالفوز لماكرون وأشاد بموقفه المؤيد للاتحاد الأوروبي.وتلقى ماكرون التهاني من رئيس المفوضية الأوروبية، جون كلود يونكر، ومن مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغريني.

وتلقت لوبان أيضا تهاني من رئيس لجنة الشوؤن الخارجية في الغرفة السفلى للبرلمان الروسي، كونستانتين كوساتشيف، الذي قال إن "مارين لوبان هي الأمل الوحيد في التغيير".

التعليقات