"الحكاية" تنشر تسلسل زمني لأحداث كرداسة.. "أبشع مذبحة في تاريخ الداخلية"

أسدلت محكمة جنايات الجيزة، المنعقدة في معهد أمناء الشرطة بطرة، الستار على أبشع حادث عرفته وزارة الداخلية في تاريخها، أمس، بإحالة 20 مجرما من 156 في القضية المعروفة إعلاميًا بـ«مذبحة كرداسة»، التي راح ضحيتها مأمور المركز ونائبه، و12 ضابط شرطة إلى فضيلة المفتي لإبداء الرأي الشرعي، والنطق بالحكم في جلسة 2 يونيو المقبل.

ليلة حصار قسم كرداسة

ذكرت التحقيقات أن المتهمون حاصروا المجني عليهم ومن بينهم اللواء محمد عبدالمنعم جبر، والعميد عامر عبدالمقصود، و12 ضابطا آخرين، حيث قذفوهم بالحجارة وزجاجات الوقود المشتعلة، وأشعلوا إطارات السيارات، وحاصروهم وأطلقوا صوبهم وابلا من الأعيرة النارية والقذائف المدفعية قاصدين من ذلك إزهاق أرواحهم وإحداث إصابات أودت بحياتهم، حيث اقتادوهم خارج القسم وانهالوا عليهم طعنا بالأسلحة البيضاء وما إن خارت قواهم وسقطوا غارقين في دمائهم حتى عاجلوهم بعدة أعيرة نارية تنفيذًا لغرض إرهابي.

كما قتلوا إبراهيم عطية زيتون، ومصطفى أحمد شيخون، اللذان تصادف مرورهما بمحل الواقعة، وشرعوا في قتل المجني عليه محمد عبدالحميد فاروق بالإضافة إلى 29 آخرين.

تخريب المبان الحكومية ومركبات الشرطة

وخرب المتهمون مبانٍ حكومية، وأملاك عامة مخصصة للحكومة، ودمروا مدرعات ومركبات شرطة باستخدام معدة ثقيلة، وقذائف آر بي جي، وسرقوا أوراق المجني عليه اللواء مصطفى إبراهيم الخطيب، وآخرين على الطريق العام، حال كونهم حاملين أسلحة، كما حازوا أسلحة نارية مشخشنة وغير مشخشنة، وكان ذلك في إحدى أماكن التجمعات بقصد استخدامها في الإخلال بالأمن العام، وإثارة الرعب والفزع في نفوس المواطنين.

وسرق المتهمون الأسلحة والمهمات الشرطية، ومنقولات القسم، ومكنوا آخرين محكوما عليهم وآخرين مقبوض عليهم من الهرب.

المتهمون يعقدون اجتماعا لشراء الأسلحة وتحديد ساعة الصفر

وأشارت التحقيقات إلى أن المتهمين عقدوا اجتماعا يوم 12 أغسطس 2013  في منزل أحدهم واتفقوا على شراء أسلحة نارية مستعينين ببعض أعضاء ما أسموه بـ«اللجان الشعبية»، وبعض الأعراب الذين يبغضون الشرطة ورجالها وعقدوا العزم على مهاجمة مركز شرطة كرداسة حال قيام الشرطة بفض الاعتصامين المتواجدين بميداني رابعة العدوية والنهضة.

وتبين أن المتهمين فور علمهم اليوم التالي بفض الاعتصامين سعى كل من المتآمرين بتنفيذ دور محدد، فمنهم من دعا أهالي كرداسة وناهيا إلى مهاجمة الشرطة مستغلين كلمتهم المسموعة بين الأهالي، وكون بعضهم أئمة مساجد وآخرين معلمين استغلوا المسجلين خطر وسائقي الميكروباص لإثارة الفزع، ونشر الدعوة بوجوب «الجهاد» ضد الشرطة ورجالها بدعوى أنهم «كفار».

لحظة تنفيذ المخطط الإجرامي

واعتلى بعض المتهمين أسطح العقارات المحيطة بالمركز وتمركز الآخرون في موقف سيارات الأجرة وصالات الأفراح المواجهين للمركز، حيث أطلقوا وابلا من الأعيرة النارية تجاههم وعندما حاولت قوات الشرطة صد العدوان بإطلاق الأعيرة النارية في الهواء إلا أن المتجمهرين لم يرتدعوا وزاد عدوانهم حتى حضر أحد المحكوم عليهم إلى ساحة الواقعة حتى أصدر أوامره لآخر مجهول بإطلاق قذائف الآر بي جي فأصاب حائط المركز الخارجي، وأصابت الثانية مدرعة الشرطة المخصصة للدفاع عن المركز، فأصيب مجندين وانطلقا للاحتماء داخل المركز، وأسرع جميع المتواجدين اإى الدور العلوي للمركز.

المجرمون يوهمون رجال الشرطة بـ«الخروج الآمن» لينهالوا عليهم قتلا

وفي الوقت الذي قام أحدهم بتقسيم الحشد إلى 3 فرق، اتجهت الأولى لتعزيز  غلق مدخل كرداسة واتجهت الفرقة الثانية لاقتحام المركز وإشهار الأسلحة النارية في وجه قوة القسم بعد أن نفذت ذخيرتهم، وعرضوا عليهم تسليم أسلحتهم وأنفسهم مقابل "الخروج الآمن"،  وعندما استجاب رجال الشرطة بدأت هذه الفرقة بالتعدي عليهم بالضرب بالأيدي والأسلحة البيضاء ونقضوا عهدهم، واقتادوا أفرادا من قوة المركز إلى خارج مقره حيث سلموهم إلى الفرقة الثالثة التي انهالت عليهم بالأسلحة وتوجهوا بهم إلى مسجد الشاعر المعروفة بمقر «اللجان الشعبية»، وعندما حاول المجني عليه اللواء إبراهيم مصطفى الخطيب الفرار بنفسه من هذا التعدي صاعدا إلى إحدى العقارات المجاورة للمركز أطلقوا عليه النار فأصابت الطلقات رأسه من الخلف فسقط قتيلا.

وعندما حاول بعض الأهالي مساعدة هشام جمال الدين محمود، وتامر سعيد، الضباط بالقسم على الفرار أطلق آخر أعيرة نارية صوبهما فأصابت الأول في رأسه فسقط قتيلا، وأصيب الثاني، كما تعدوا على المجني عليه اللواء عامر عبدالمقصود، قام أحدهم بغرس نصل سلاح في رسغ يده اليسرى على نحو مكنه من سرقة ساعد اليد التي كان يرتديها المجني عليه، ثم استعان بآخرين من أهالى القرية ووضعوا عبدالمقصود في صندوق سيارة وطافوا به قرية ناهيا مبتهجين بفعلتهم حتى فاضت روحه إلى بارئها.

 وروى المجند محمد عبدالحميد فاروق الذي نجا من الموت، تفاصيل المهمة التي قامت بها الفرقة الثالثة، حيث قال انها  اقتادت  المجني عليهم محمد عبدالمنعم جبر وايهاب محمد انور ومحمد فاروق وهدان ومحمد سيد احمد وهشام ابراهيم بيومي ومعتمد سلطان وعماد سيد محسن ورضا عبدالوهاب، وعدد من مجندي الشرطة الى حانوت اصلاح دراجات نارية بالقرب من مسجد سلامة الشاعر وتعدوا عليهم بالضرب وتصويرهم اثناء ذلك  بالهواتف امعانا في اذلالهم الى ان تمكن احد مجندي الشرطة من الفرار من الاهالي الا ان احد المتهمين صوب  تجاهه اعيرة نارية فقتلهم جميعا عدا المجني عليه هشام ابراهيم بيومي الذي توفى من تعدي اخرين عليه بالاسلحة البيضاء والمجني عليه محمد عبدالحميد فاروق الذي تم علاجه.

 وبعد ذلك سرق بعض المتهمين كافة محتويات المركز والجراج التابع له ثم قام احد المتهمين بقيادة مركبة هدم "لودر" وهدم سور المركز الخارجي ثم قام  بعض المحكوم عليهم باشعال النار في غرف المركز حيث اتت النيران بالكامل عليه وعقب قيام اخر بقتل المجني عليهم استعان بعدد من المحكوم عليهم في غلق مداخل البلدة كاملة رافضا دخول اى قوات شرطة لتدارك اثار ما حدث والى ان تم ايراد خطة امنية لضبط واحضار المتهمين قاوموهم بعض المحكوم عليهم مما اسفر عن قتل اللواء نبيل فراج واصابة عدد من الضباط وافراد الشرطة وتمكن عدد منهم من الفرار.

تقرير الصفة التشريحية

اكد تقرير الصفة التشريحية ان وفاة اللواء عامر عبدالمقصود جاءت نتيجة اصابة قطعية بالراس وكسور بالجمجمة ونزيف دموي غزير بالمخ وتهتك خلاياه واصابات قطعية في الساعد وقطع شرابين رئيسية في الايدي.

 اما المجني عليه اللواء ابراهيم مصطفى الخطيب فتلقى طلقتين ناريتين بالرقبة والراس ادتا الى كسور بعظام الوجه وتهتكات وانزفة بسطح وجوهر المخ وتهتكات شديدة بالحبل الشوكي والبلعوم والحنجرة.

 اما المجني عليه الضابط تامر سعيد عبدالرحمن جاءت وفاته نتيجة اصابات بالعنق والصدر وتهتكات بالاحشاء الصدرية ادت الى نزيف دموي غزير وهبوط حاد بالدورة الدموية.

 

وبشان جميع المجني عليهم فجاءت وفاتهم نتيجة اصابات في مواضع قاتلة بالراس والجسد والصدر والعنق بما يفصح عن اقتناع المتهمين بالقتل وتنفيذه بطريقة وحشية ادت الى انتزاع الحياة من جسد المجني عليهم وتصميمهمعلى عدم تركهم الا جثث هامدة فكانت الوفاة بقطع شرايين اليد او شرايين رئيسية بالرقبة .

وضمت قائمة اسماء المتهمين المحالة اوراقهم الى المفتي كل من : سعيد يوسف عبدالسلام، عبدالرحيم عبدالله جبريل، عبدالله محمد الشاهد، وليد سعد ابو عميرة، الشحات مصطفى محمد وشهرته "شحات رشيدة"، محمد ابوالسعود، اشرف امين رزق، احمد عويس، عصام عبدالمعطي ابو عميرة، احمد عبدالنبي سلامة، بدر عبدالنبي محمود، قطب سيد قطب، عمرو محمد السيد، عزت سعيد محمد العطار، عليسيد عليالقناوي، عبدالله سعيد عبدالقوي، محمد عامر يوسف الصعيدي، احمد عبدالسلام احمد، عرفات عبداللطيف يوسف.

 

التعليقات