خبراء : زيارة البابا فرانسيس أذابت الجليد بين الأزهر والفاتيكان

عادت العلاقات مرة أخرى إلى مجاريها بين مؤسسة الأزهر وبابا الفاتيكان بعد قطيعة دامت 6 سنوات على خلفية تصريحات للبابا بنديكت السادس عشر، أعقاب تفجير كنيسة القديسين في الإسكندرية، في 2011 حين قال إن تعاليم الإسلام هي سبب انتشار الإرهاب، مطالبا بحماية المسيحيين من عمليات الترويع التي يتعرضون لها ما دفع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر إلى تجميد  العلاقات بين الجانبين .

وقال عميد كلية أصول الدين بـ"جامعة الأزهر"، الدكتور عبدالفتاح العواري، إن المياه عادت لمجاريها بين الأزهر والفاتيكان بزيارة بابا الفاتيكان البابا فرنسيس".

وأوضح أن زيارة البابا فرنسيس للقاهرة، هي تلبية لدعوة وجهها شيخ الأزهر، والرئيس عبدالفتاح السيسي في أثناء زيارتهما للفاتيكان، رغبة في إرسال رسالة موحدة بلسان الأزهر والفاتيكان مفادها، توحيد الشعوب ونبذ العنف والطائفية والإرهاب".

وأكد العواري، تثمين الأزهر لتلك الزيارة، التي ستؤتي ثمارها الإيجابية المرجوة للشعوب، وستكسر حدة التوتر السائد في العالم في هذه الفترة، وقد يصل أثرها للقضاء على الإرهاب واجتثاثه من جذوره".

من جانبه، قال المحلل السياسي صلاح هاشم، إن توقيت الزيارة هام جدًا من الناحية الاستراتيجية، خاصة بعد تردي الأوضاع الاقتصادية نتيجة لتراجع القطاع السياحي في مصر، كما أنها صفعة للفتنة الطائفية التي أراد إشعالها أعداء الوطن بازدياد وتيرة الأعمال الإرهابية التي استهدفت الأقباط في مصر".

وأضاف: "هي رسالة واضحة بالتلاحم القائم بين أبناء الشعب المصري، المسلمين منهم والمسيحيين، وأنهم في نسيج ملتحم لا نتوءات فيه، ولا توجد قوة يمكنها التأثير على قوة ولُحمة هذا النسيج الوطني".

وأوضح هاشم: "هي رسالة للعالم كله بأن مصر هي بلد الأمن والأمان والسلام وهي البلد المسلمة الخالية من اضطهاد الأقباط، وهي رسالة من البابا إلى مسيحيي العالم بالمجيء إلى مصر وتتبع خطى سير العائلة المقدسة الذي يبدأ من سيناء مرورا بالدلتا وحتى الصعيد، مما يمثل فاتحة خير على قطاع السياحة الدينية في مصر".

وقال الأب رفيق جريش المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الكاثوليكية فى مصر، وصف زيارة الوفد الفاتيكانى للأزهر اليوم بالتاريخية، لافتًا إلى أنها استكمالًا لمبادرة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب الذى حرص على عودة العلاقات بين الأزهر والفاتيكان وزار البابا فرنسيس مايو الماضى.

وأكد أن زيارة اليوم نتاج عمل طويل ومشترك بين الفاتيكان والمؤسسة الأزهرية، وبعد تشكيل لجان متبادلة انبثق عنها عودة الحوار حول ملف فى غاية الأهمية، منها كيفية مكافحة الإرهاب عبر خطابات وسطية تحارب التطرف لدى أتباع الديانتين.

فيما اعتبر الباحث والمؤرخ كمال زاخر، أن عودة الحوار بين الأزهر والفاتيكان الباب الوحيد للوصول إلى التفاهم والسلام بين أتباع الديانتين، خاصة فى ظل ما تعيشه المنطقة العربية من لحظة فارقة فى تاريخها حيث انتشرت الحروب وعم الخراب والدمار.

التعليقات