تحليل: أحمد سيد حسن.. 5 أسباب لحوادث "سكة حضيض مصر" .. متى تتوقف؟

كتب : احمد حسن

حادث تصادم قطارين امام قرية خورشيد بالقرب من الاسكندرية والذى أدى الى وفاة ٤٠ مواطنا وإصابة ١٢٠ اخرين ، اصاب الشعب المصري بالرعب والخوف من استمرار حوادث القطارات ، والغضب فى نفس الوقت لان أولويات الحكومة في تنفيذ مشروعات قومية كبيرة لا تضمن تحسين الخدمات العامة في النقل والمواصلات والصحة والتعليم ، حيث ترجع الأمور للخلف والتشهد التحسن المأمول .

تصريحات الوزراء المتتاليين للنقل بالذات ارتكزت على تحسين الخدمة وانهاء الحوادث ، ولم تختلف تصريحات الدكتور جلال السعيد الوزير الأسبق عن الوزير الحالي هشام عرفات ، وببساطة يمكن اعتبار اى تصريحات حديثة هي تكرار للتصريحات السابقة ، والوعود هى نفسها ، إغلاق المزلقانات غير الشرعية وهى اكثر من ألفين مزلقان ، وتحسين المزلقانات الشرعية وهى الف ومائتين تقريبا ، وتحسين نظم التواصل والغاء العنصر البشري ، وفتح الإشارات أتوماتيكيا ، علاوة على شراء جرارات جديدة وتطوير القديمة خاصة صفقة جنرال إليكتريك " ١٠٠ جرّار جديد وإصلاح ٨٠ قديم " بتكلفة ١١٠ مليون دولار !

والتصريحات والوعود لتطوير ثانى سكة حديد فى العالم بعد بريطانيا العظمى ، تشمل تحسين الخدمة للركاب وحجز التذاكر عن طريق الانترنت ، وتوفير مقاعد مريحة ودورات مياه نظيفة ، وهو مالم يحدث فى معظم القطارات ، وخاصة قطارات الفقراء ، ومنها قطار ى حادث الانس ، والذى بانت فيه تصريحات الحكومة بانها فشنك ، ويكفى منظر قيام الأهالي من عزبة خورشيد بإنقاذ المصابين ونقل القتلى فى سيارات نصف نقل الى المستشفيات قبل وصول سيارات الإسعاف والسادة المسؤولين الذين اعلنوا تشكيل اللجان والتحقيقات ، ولم يتحمل واحد منهم الموقف فطب ميتا بعد اصابته بهبوط في الدورة الدموية لفظاعة ما يحدث من اهمال أودى بحياة الأبرياء ، فيما اعلنت وزارة التضامن صرف ٥٠ الف جنية لأسرة كل متوفي ، ومساعدة المصابين  .

وفي نفس الوقت الذى بدأت فيه لجان التحقيق الفنية والقانونية بحثها عن اسباب الحادث ، تدور تساؤلات اخري حول اسباب تكرار الحوادث في المنطقة بين العياط و الحوامدية؟ وتشير أصابع الاتهام الى العنصر البشري فى معظم تلك الحوادث ، حيث كانت اسباب الحوادث السابقة :

١ - الاهمال في إغلاق مزلقانات العبور للسيارات والأشخاص ، وقد يكون الاهمال ناجما عن نوم العامل !

٢-  فتح عشرات المزلقانات غير الشرعية بمعرفة الاهالي والسائقين ، لاختصار مسافة الوصول الى المزلقانات الشرعية

٣ - تجاهل بعض السائقين إشارات التحذير ، واقتحام بعض المزلقانات التي تكون عبارة عن سلسلة او حتى حبل ، وخاصة اثناء ساعات الليل ، حيث لا تتوافق اضاءة تحذيرية

٤- تغيير مفاجئ فى مواعيد حركة القطارات دون ابلاغ ابراج المراقبة ، سواء لخلل فى نظام الاتصال او لإهمال فى الاخطار اساسا والنتيجة تصادم القطارات

٥- تهالك أنظمة التحكم والمراقبة ووسائل الأمان داخل القطارات نفسها ، لدرجة ان ركابا تعودوا على ايقاف القطارات يدوياً بجذب " جزرة " الطوارئ الموجودة في كل عربة ، والسبب النزول في مكان غير المحطات الرسمية ، ورغم تأمين " الجزرة " الا ان الأيادي كثيرا ما تصل اليها  إليها.

والمثير ان كثير من حوادث القطارات تقع لنفس الأسباب  ، حيث عشرات المزلقانات غير الشرعية ، ما ان يتم إغلاق واحد منها حتى تتم اعادة فتحه في نفس اليوم !

وعلى غرار تحقيقات حوادث الطائرات ، ستجري التحقيقات التي ستستغرق أسابيع قادمة ، وقد تتم الاطاحة بقيادات كبيرة في هيئة السكك الحديدية ، كما يحدث عادة ، بل ان عديد من وزراء النقل فقدوا مناصبهم بسبب تلك الحوادث ، وحيث الأسباب متقاربة ولكنها لم تمنع حوادث سكة حضيض مصر !

التعليقات