مصادر أمريكية تكشف دور السعودية في وصول "عبد الله آل ثاني" إلى حكم قطر

لم يكن هذا الشيخ القطري معروفاً قبل أن يدفع تحت الأضواء حيث تحاول كتلة تقودها السعودية إجبار بلاده على تقديم تنازلات لإنهاء الخلاف السياسي الذي يقسم الخليج العربي منذ يونيو الماضي.
 
رُحب بالشيخ عبد الله بن علي آل ثاني، سليل مؤسس قطر، بحرارة في المملكة العربية السعودية من قبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ثم رحل إلى المغرب، حيث استضافه الملك السعودي سلمان في مقر إجازته في طنجة. وبينما قالت الحكومة القطرية إن الشيخ كان في زيارة شخصية، فإن بعض وسائل الإعلام القريبة من التحالف وصفت اجتماعاته بجهود دبلوماسية.
 
وحسب وكالة "بلومبرج" الأمريكية قال الشيخ عبد الله إن الملك سلمان وابنه اتفقا على فتح حدود السعودية البرية مع قطر للسماح للحجاج القطريين بالسفر إلى مكة المكرمة، حتى أن الملك عرض إرسال طائرات على نفقته الخاصة لنقلهم من بلدان أخرى وأنشاء مركزا للعمليات تحت قيادة الشيخ لمساعدة القطريين في الأزمة.
 
وأشارت الوكالة إلى نفي المملكة العربية السعودية والحلفاء الذين قطعوا العلاقات الدبلوماسية والنقل مع قطر في يونيو حزيران سعيهم إلى تغيير النظام في الدوحة، مما جعل ظهور الشيخ على الصفحات الأولى تطورا مذهلا.
وقال عبد الخالق عبد الله المحلل السياسي في الإمارات العربية المتحدة إن الترويج له على الأرجح يشكل جزءاً من خطة لزيادة الضغط على الحاكم القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي رفض الاستسلام للشروط الـ13 للتكتل لإنهاء النزاع.
 
السياسة القطرية
وتتهم السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر قطر بزعزعة استقرار الشرق الأوسط من خلال دعم الجماعات الإسلامية. وترفض قطر هذه التهم، وتقول إن السعودية تستخدم هذه الحجة كذريعة لمحاولة فرض سياساتها على المنطقة كلها.
 
وقال عبد الله "إن المملكة العربية السعودية لديها العديد من أدوات الضغط التي لم تستخدمها حتى الآن وهذا هو واحد منها"، مشيراً إلى أنه لا يعتقد أن التحالف يتبع حاليا سياسة لتغيير القيادة القطرية. ولكن إذا قررت المملكة العربية السعودية أن هناك حاجة لذلك، يمكنها تعبئة شبكة دعم داخل المجتمع القطري والأسرة الحاكمة "لتحفيز انقلاب القصر".
 
ووصفت صحيفة "البيان" اليومية التي تصدرها دبي الشيخ عبد الله على صفحتها الأولى بأنه "صوت العقل الذي فتحت له القلوب". وقالت أيضاً إنه معروف بأنه "مقبول على نطاق واسع داخل أسرة آل ثاني على وجه الخصوص، والقطريون بشكل عام".
 
الأسرة الحاكمة
والشيخ هو سليل من فرع العائلة الحاكمة التي كان في السلطة لعقود من الزمن حتى عام 1972. وشقيقه أحمد كان قد تم إعدامه في عام 1972 من قبل جد الشيخ تميم، وفقا لما ذكرته الشبكة العربية السعودية للأنباء.
 
وقد أدت مآثر الشيخ الدبلوماسية إلى شهرة فورية في وسائل التواصل الاجتماعي. وفي غضون ثلاثة أيام من الانضمام إلى تويتر، اجتذب حسابه أكثر من ربع مليون متابع. وقدم تفاصيل الاتصال بمركز العمليات. وشدد على أن "المصارف في المملكة العربية السعودية لم توقفت عن صرف الريال القطري للمواطنين القطريين".
 
مقاومة القرار
وحتى الآن، قاوم الصراع الخليجي جهود الوساطة الأخرى. وكان أمير الكويت قد حاول مع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الشهر الماضي ثم أرسل مبعوثين اثنين لمحاولة حل النزاع.
 
وقال أندريس كريغ، المحاضر في قسم الدراسات الدفاعية في كلية كينجز في لندن، إن الشيخ رجل أعمال مقره لندن ولديه مصالح تجارية في الخليج، لكنه يفتقر إلى الدعم العام الذي من شأنه أن يساعده على دفعه إلى السلطة. إلا أن ظهوره يمثل وسيلة لإخبار القادة القطريين والقوى العالمية بأن الأزمة لم تنته بعد.
 
وقال كريغ "خلال الأسبوعين الماضيين كنا نعتقد أننا سنشهد تراجعا في الأزمة لأن الأميركيين يركزون على السعوديين لتقديم بعض التنازلات للتوصل إلى اتفاق".
 
التعليقات