لماذا تدعم إسرائيل قيام دولة كردية في العراق؟

يبدي الاحتلال الإسرائيلي حماسة قوية لقيام دولة كردية من خلال تشجعيه للاستفتاء المزمع لانفصال اقليم كردستان ضد رغبة العراقيين والعرب وطلب أمريكا التأجيل.

والسؤال الذي يبرز الآن لماذا تبدي إسرائيل كل هذه الحماسة؟ لا شك أن للعلاقات السرية بين الأكراد وإسرائيل تاريخ قديم يعود إلى زمن التمرد الذي قاده مصطفى البرزاني في العام 1963 ضد الحكومة العراقية.

وقد ساندت اسرائيل الأكراد لسنوات عدة من خلال تقديم المشورة والتدريب وبالتنسيق مع نظام الشاه في أيران، بيد ان اتفاقية العلم 1975 مع العراق وأيران والتي أنهت الخلاف بين الدولتين، أوقفت المساعدة الاسرائيلية.

من بعد، شهدت العلاقات بين الأكراد وإسرائيل مراحل عدة لتصل إلى مرحلة الازدهار في العام 2003 مع الغزو الأميركي للعراق وسقوط نظام صدام حسين. فخلال تلك الفترة تناقلت الأخبار وجود مستشارين عسكريين إسرائيليين يدربون البشمركة ويقدمون للأكراد الدعم العسكري والاستخباراتي. ومنذ ذلك الحين، بدأت تطفو على السطح الاهمية التي توليها إسرائيل لأقليم كردستان من خلال نظرتها الاستراتيجية للتطورات في دول المنطقة. دعم تلاه تعاون اقتصادي وصناعي.

وابلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الكونغرس الأمريكي بانه يدعم استقلال إقليم كوردستان عن العراق، بحسب صحيفة “جيروزاليم بوست”.

ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن نتانياهو خلال لقاء جمعه مع وفد مكون من 33 عضوا في الكونغرس الاميركي الاسبوع الماضي قوله، انه “يؤيد اقامة دولة كردية مستقلة في اجزاء من العراق”.

وذكرت الصحيفة ان نتانياهو لا يتطرق في كثير من الأحيان الى القضية الكردية التي تعد “حساسة سياسيا” لان الموقف الاميركي التقليدي لرئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب هو ان يبقي العراق دولة موحدة ولا ينقسم الى اجزاء منفصلة، وعلاوة على ذلك، فإن الدولة الكردية هي الخط الأحمر لتركيا، التي تشعر بالقلق من أن هذا التطور من شأنه أن يثير استقلال كرد العراق هذه القضية بين سكانها الأكراد.

وكان نتنياهو قد سبق وإن تحدث عن ان هناك انهيارا في العراق وغيره من مناطق الشرق الأوسط التي ترزح تحت صراعات بين السنة والشيعة، مؤكداً انه “علينا.. أن ندعم التطلعات الكردية من أجل “الاستقلال”. وأشار الى أن الأكراد “شعب مناضل أثبت التزامه السياسي واعتداله السياسي ويستحق الاستقلال السياسي”.

وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إن العلاقات مع أكراد العراق هي علاقات جيدة.

وسبق وان اشار قائلاً” لقد اتخذنا من كردستان العراق مركزا لنشاطاتنا وجاء ذلك بطلب من رئيس الاقليم مسعود البارزاني واكد ان علاقاتهم مع كرد العراق قد افاقت العلاقات الكردية في جميع الدول المجاورة كشمال سوريا وتركيا وايران وان مصلحتنا مع كرد العراق كانت ناجحة ومتواصلة ولان العراق قد شارك في عدد من المعارك ضد اسرائيل ويجب اليوم ان نضع لنا عيونا للحد من هذه المشاركة ونحن ندعم الكرد نحو الاستقلال.”

وبذلك يكون نتنياهو أول قائد دولة يدعو صراحة لقيام دولة كرُدية ويدعمها على خلاف باقي دول جوار العراق .

يذكر أن العديد من المسؤولين الإسرائيليين لمحوا لدعمهم لقيام دولة كرُدية سابقاً، إلا أن تصريحات نتنياهو كانت الأهم والأقوى بخصوص استقلال كرُدستان.

التعليقات