عاصفة جدل حول حياته ووفاته " هل يدفن عمر عبد الرحمن فى مصر "؟

أثار خبر موت الشيخ عمر عبدالرحمن فى السجون الأمريكية أمس عاصفة من الجدل حول حياته ووفاته ، وفور إنتشار خبر موته ترددت  بعض الأقاويل حول رفض مصر استلام جثمانه ، إلا أن نجله نشر على صفحته الخاصة على الفيس بوك خبرا حول  تلقيه ردود إيجابية من عدد من أجهزة الدولة حول موافقتها علي دفنه في مصر .

وأوضح خالد عمر عبد الرحمن  نجل أمير الجماعة الإسلامية أن أسرته  تواصلت  منذ تم إبلاغها بخبر وفاته مع مؤسسات الدولة  لبحث عودة جثمانه لدفنه في مصر  طبقا لوصيته وقال  أن القنصلية المصرية في واشنطن بدأت التواصل مع إدارة السجن الأمريكي الذي قضي فيه عبد الرحمن 23عاما منذ إدانته في تفجير مركز التجارة العالمي بنيو يورك نافيا وجود أي تحفظات من السلطات المصرية علي تسلم جثمانه ودفنه في مصر.

وكشف نجله عن آخر مكالمة كانت بين عمر عبد الرحمن وأسرته منذ أسبوعين، قال فيه والده: "ربنا يستر، ويا تلحقونى يا ما تلحقونيش".

وكانت أسرة الشيخ الضرير قد تلقت اتصالا من إدارة السجون في الولايات المتحدة عصر أمس السبت  تبلغه بوفاة أمير الجماعة الإسلامية في محبسه بعد أشهر من تدهور حالته الصحية بعد ساعات قليلة من ابلاغ الأسرة في مكالمة سابقة موافقتها علي نقله إلي مصر او قطر .

واتهم عمر عبد الرحمن العالم الأزهري و الزعيم الروحي للجماعة الاسلامية ،  فى العديد من قضايا القتل والارهاب فى مصر قبل سفره إلى أمريكا ، وقال عنه المستشار رجائى العربى النائب العام الأسبق أثناء مرافعته فى قضية الجهاد الكبرى: "إن عمر عبدالرحمن سخّر علمه للأثم ولم يسخره للخير. سخر الدين للعدوان ولم يسخره للاخاء والمحبة. ساهم بعلمه على الفتنة بين المسلمين وهو يعلم علم اليقين أنها أشد من القتل فنصبوه زعيماً لكى يقوم بالاستفتاء فى الامور الشرعية، مثل الفتاوى الأساسية كالجهاد، لقتال الحكومة لتطبيق الشريعة الإسلامية، وجمع الأموال على ذمة إنشاء المساجد والجوامع، ثم أفتى بإنفاقها على الجهاد. كما كانت تنقل إليه جميع أخبار التنظيم ونشاطه وأخباره عن التدريب والسلاح وغيره".

واتهم عمر عبد الرحمن بالتحريض على قتل الرئيس الراحل محمد أنور السادات ، وحصل على البراءة وخرج من المعتقل فى أكتوبر 1984، سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية واعتقل هناك بتهمة التورط فى تفجيرات نيويورك عام 1993، وصدر ضده حكم بالسجن مدى الحياة.

ومن أبرز فتاوى عبد الرحمن التى كانت السبب في سجن عبد الرحمن هو تحريم صلاة الجنازة على جثمان الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر وتكفيره، ووجوب  إسقاط نظام السادات واستحلال دمه لعقده معاهدة صلح مع إسرائيل.

وفتواه  باستهداف الطائرات والمصالح الإسرائيلية والأميركية، وكذلك فتواه للسيد نصير الذي أدين بتهمة التورط في قتل الحاخام مائير كاهانا زعيم حركة كاخ المتطرفة في 5 نوفمبر 1990، فضلا عن أنه أعلن تبرؤه من مراجعات الجماعة الإسلامية، كما رفض المراجعات في عام 2000، وكانت فتواه وراء تكفير فرج فودة، و نجيب محفوظ

ولد عمر عبد الرحمن  بمدينة الجمالية بالدقهلية عام 1938، فقد البصر بعد عشرة أشهر من ولادته، حصل على الثانوية الأزهرية عام 1960، ثم التحق بكلية أصول الدين بالقاهرة ودرس فيها حتى تخرج منها في 1965 وتم تعيينه في وزارة الأوقاف إماماً لمسجد في إحدى قرى الفيوم، ثم حصل على شهادة الماجستير، وعمل معيداً بالكلية مع استمراره بالخطابة متطوعاً. اوقف عن العمل في الكلية عام 1969، وفي أواخر تلك السنة رفعت عنه عقوبة الاستيداع، لكن تم نقله من الجامعة من معيد بها إلى إدارة الأزهر بدون عمل، وتم اعتقاله في 13 أكتوبر 1970 بعد وفاة جمال عبد الناصر.

بعد الإفراج عنه، تمكن من الحصول على الـ "دكتوراه"،وحصل على "رسالة العالمية" بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، إلا أن تم مُنعه من التعيين. استمر المنع حتى صيف 1973 حيث استدعته الجامعة وأخبرته عن وجود وظائف شاغرة بكلية البنات وأصول الدين، واختار أسيوط، ومكث بالكلية أربع سنوات حتى 1977، ثم أعير إلى كلية البنات بالرياض حتى سنة 1980، ثم عاد إلى مصر.

في سبتمبر 1981 تم اعتقاله ضمن قرارات التحفظ، فتمكن من الهرب، حتى تم القبض عليه في أكتوبر 1981 وتمت محاكمته في قضية اغتيال السادات أمام المحكمة العسكرية ومحكمة أمن الدولة العليا، وحصل على البراءة في القضيتين وخرج من المعتقل في 2 أكتوبر 1984.

سافر إلى الولايات المتحدة ليقيم في ولاية نيوجرسي، وأعتقل هناك بتهمة التورط في تفجيرات نيويورك عام 1993، و ثبتت إدانته و عوقب بالسجن مدى الحياة، وأعلن تاييده لمبادرة وقف العنف التي اعلنتها الجماعة بمصر عام 1997.

كونه ضرير وعمره يتجاوز السبعين عاماً، ومصاب بعدة أمراض ، من بينها سرطان البنكرياس والسكري، والروماتيزم والصداع المزمن، وأمراض القلب والضغط وعدم القدرة على الحركة إلا علي كرسي متحرك، وفي حبس انفرادي بلا مرافق، مقطوعة اتصالاته الخارجية، جعل المجتمع المدني يتدخل للوقوف معه، وكانت من بينهم المحامية الناشطة الحقوقية إلين ستيورات التي كانت تدافع عنه، والتي تم سجنها بتهمة مساعدته وتوصيل رسائله إلي أسرته وتلاميذه. محاميه في مصر هو منتصر الزيات ويدافع عنه في الولايات المتحدة رمزي كلارك يسمح له بمكالمة هاتفية كل ١٥ يوم تتيحها له إدارة السجون الأمريكية للشيخ منذ اعتقاله.

في 29 يونيو 2012 تعهد الرئيس المصري السابق محمد مرسي في أول خطاب له في ميدان التحرير أمام المتظاهرين ببذل جهده والعمل على تحرير عمر عبد الرحمن. وهنأ عمر عبد الرحمن، من داخل سجنه، الشعب المصري على فوز محمد مرسي بانتخابات الرئاسة.

 

التعليقات