إذا تأخرت "روسيا " عن مصر.. "بيلا روسيا" حاضرة!

جرارات ومعدات زراعية وشاحنات عملاقة وأسمدة ومواد نفطية وتكنولوجيا متطورة في كافة المجالات الصناعية والزراعية وحتى الطبية، جاهزة لتقديمها إلى مصر بدون أية شروط تعجيزية، فأيام التعاون الذهبية القديمة بين مصر والاتحاد السوفيتي يمكن استعادتها من جديد، وهذه المرة من خلال أحد الورثة الكبار للإمبراطورية السوفيتية وهى بيلا روسيا.

 ووفقا لتأكيدات رئيسها "ألكسندر لوكاتشينكو" امس خلال افتتاح اعمال اللجنة المصرية البلاروسية للأعمال فى القاهرة ، فقد أظهر دعما كبيرا غير محدود لمصر والرئيس عبد الفتاح السيسي مشيرا الى الفارق الكبير بين الاوضاع القيادية التي كانت عليها مصر منذ ٢٠ عاما والاوضاع الان حيث قيادة تسعى لبناء مصر لكى تحتل مكانتها اللائقة ، ومؤكدا ان طلبات مصر هى " أوامر " وان بيلا روسيا لن تتخلى عن مصر وستقف بجانبها فى كل المجالات وانها لا تسعى لزيادة صادراتها التجارية ولاتفتح أسواق جديدة وانما هى مستعدة لنقل التكنولوجيا التى تعمل بها لكى تتم الصناعات الثقيلة فى مصر ومن خلالها يمكن تغطية احتياجات مصر والأسواق العربية والافريقية .

ومن المفارقات التاريخية ان تتوافق زيارة رئيس بيلا روسيا لمصر مع ذكرى مرور ٥٧عاما على البدء فى بناء السد العالى "١٥ يناير ١٩٦٠ " بمساعدة الاتحاد السوفيتي ، وفى ظل رغبة السيسي فى اعادة الحقبة الناصرية ببناء صناعات جديدة متطورة وقوة عسكرية كبيرة فى المنطقة ، وفيما اثرت حادث سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء فى اكتوبر ٢٠١٥ على العلاقات بين البلدين ، تبدو بيلا روسيا التى تنافس روسيا على وراثة نفوذ الاتحاد السوفيتى السابق عازمة على التقدم بعروض لا يمكن منافستها لتطوير الصناعات المصرية ، ومساعدة مصر على الانتقال من الاستيراد الى التصنيع ومن ثم التصدير ، وهو ما جعل حتى وزراء الحكومة المصرية وكبار الاقتصاديين فى حالة من الدهشة للإمكانيات الكبيرة التى نجح لوكاتشنبكو فى إظهارها لبلاده ، فى وقت قطعت فيه مصر الخطوات الصعبة لتجهيز البنية الاساسية وانهاء الخلل في السياسات المالية والنقدية ، والاهم وجود شريك جاهز للعمل بسرعة فى ظل البطء الشديد فى تكوير العلاقات مع روسيا فجاء الحل من بيلا روسيا !

التعليقات