7 مخاطر تحيط بمصر بسبب حكم "تيران وصنافير".. فرصة ذهبية لإسرائيل

الحكم الذى أصدرته المحكمة الإدارية العليا أمس برفض طعن الحكومة على الحكم الخاص ببطلان اتفاقية "تيران وصنافير" التي أبرمتها الحكومة مع المملكة السعودية في أبريل الماضي، لا ينهي ازمة الجزيرتين بل على العكس يزيده اشتعالًا، وأصبحت مصر مهددة داخليا وعربيا وإقليميا بعد اشتعال القضية على المحاور التالية:  

أولًا.. دخول القضاء طرفا في الأزمة

على الرغم من ان الحكم القضائي هو عنوان الحقيقة و بالتالي لا يجوز التعليق على احكام القضاء سواء بالمدح او بالانتقاد ، الا ان حكم الإدارية العليا اصبح مجالا للنقاش والتعليق على اكبر نطاق ، وهو ما يهدد مكانة القضاء نفسه بعد ان وجد نفسه متورطا داخل ازمة سياسية بامتياز ، والمشكلة ان القضاء لم ينته بعد من نظر القضية ، حيث تلك المرة ستكون الكرة في ملعب المحكمة الدستورية اعلى سلطة قضائية لتقول رأيها النهائي فيها، حيث ترى الحكومة عدم جواز نظر القضايا السيادية امام القضاء، وان البرلمان هو الجهة المنوطة بها مناقشة الاتفاقية والتصديق عليها.

ثانيا.. حرب بين الحكومة والقضاء

إذا أصدرت المحكمة الدستورية حكمها بأحقية القضاء في تناول الاتفاقية، ستحدث أزمة بين السلطتين التنفيذية والقضائية، خاصة وأن الحكومة لا يبدو أنها ستقبل التخلي عن الاتفاقية وستتمسك باللجوء إلى السلطة التشريعية البرلمان.

ثالثا.. أزمة بين القضاء والبرلمان

البرلمان او مجلس النواب الان يتمسك بأحقيته وفقا للدستور في نظر كافة الاتفاقيات والمعاهدات التي تبرمها الحكومة ، وسوف بجد المجلس نفسه في موقف بالغ الصعوبة اذا اتخذ موقفا يختلف عن الحكم القضائي ، وسيثور جدل ونزاع كبير حول أي  القرارين يتم اعتماده قرار المجلس ام المحكمة الدستورية اذا انضمت الى المحكمة الإدارية العليا في موقفها ، أما اذا اتخذت موقف الحكومة فسيكون الحل السحري للجميع

رابعًا.. أزمة بين المعارضة السياسية والنظام

فى اطار الصراع السياسي بين المعارضة المدنية وليس المسلحة او تلك ذات التوجه الديني، من المتوقع ان تزداد المعركة السياسية الحالية اشتعالا ، فالحكومة لا تريد أي تظاهرات او أي تجمعات جماهيرية تحت أي سبب، في ظل استعداد الأطراف الأكثر تطرفا توظيف هذه المعارضة لإسقاط النظام نفسه ، وتوظيف قضية الجزيرتين للنيل من النظام

خامسًا.. ازمة متصاعدة مع الاعلام

باعتبار ان الصحافة هي السلطة الرابعة " بشكل شرفي وتقديرا لها " دخلت الصحافة وكافة وسائل الاعلام وخاصة الفضائيات الى ملعب الازمة ، وهناك من يريد زيادة توزيع صحيفته وزيادة نسب المشاهدة على حساب الحقيقة التي ضاعت تماما في إطار هذا الصراع ، وقد تلجأ الحكومة الى إجراءات أشد قسوة في التعامل مع الصحافة والإعلام التي تري انها تمارس دورا تحريضيا بعيدا عن المهنية والحيادية في عرض المعلومات.

سادسًا.. تصاعد الازمة مع السعودية

في ظل احكام القضاء والموقف الغامض لمجلس النواب ، قد تسارع السعودية الى تصعيد جديد ضد مصر بإبعاد جزء كبير من العمالة المصرية عندها ، وقد تلجأ الى التحكيم الدولي واذا ما كسبت القضية قد يتحول التنفيذ الى ازمة كبيرة بين البلدين.

سابعًا.. تدخل اسرائيل

وهناك احتمال أن تتدخل اسرائيل باحتلال الجزيرتين لحين حسم الخلاف المصري السعودي ووجود جهة تتفاوض معها لتامين الملاحة في خليج العقبة وبدعوى ان الوضع الحالي يهدد أمنها ، وبالطبع فمثل هذا العمل قد يقوض حتى اتفاقية كامب ديفيد ويهدد السلام البارد بين مصر واسرائيل وتتحول قضية الجزيرتين الى لغم اقليمي قابل للانفجار

 هذه الاخطار هي الابرز الان على الساحة المصرية بسبب الجزيرتين ، وبات الامر يحتاج الى معجزة لإنهاء الصراع الداخلي حولهما والتوافق على حل قائم على الحقائق، وهو امر اصبح بعيد المنال في ضوء انتصار المعارضة السياسية للنظام الحالي والنصر الذى حققته في ساحات القضاء ،. والذى قد يضيع في ساحات البرلمان!

التعليقات