مصر تحتفل اليوم بعيد الأم.. متى يحتفل العالم؟

 

 يشهد اليوم الاحتفال بعيد الأم لدى المصريين، وبداية فصل الربيع وعيد النيروز عند الإيرانيين، والعالم  كله يحتفل بعيد الأم في أوقات مختلفة.

وبعد أن نجحت دعوة الكاتب الصحفي على أمين في الخمسينيات لاختيار يوم لعيد الأم مع بداية فصل الربيع، أصبح اليوم عيدًا مصريًا خالصًا، تقدم فيه الهدايا، ما أدى إلى تنشيط كبير للأسواق، وتذاع فيه أغنيات عن "الأم" وتعرض أفلام تمجد الأمهات، ويتم خلاله تكريم أمهات مكافحات وخاصة امهات الشهداء.

و بدأت عادة تكريم الأمهات فيما مضى منذ آلاف السنين، مع بداية نسج الأساطير بأن هناك إلها وآلهة قاما بتحريك قرص الشمس في السماء، وجعلا النجوم تتلألأ ليلا، وأضيفت أقاويل لهذه الأسطورة سنة بعد سنة.

وبمجيء المسيحية أصبح الاحتفال يقام على شرف الكنيسة الأم Mother Church في الأحد الرابع من الصوم الكبير عند الأقباط ويتم شراء الهدايا كل لكنيسته التي تم تعميده فيها.

وبدأ في العصور الوسطى شكل آخر من الاحتفالات، ارتبط هذا الشكل الجديد عند غياب العديد من الأطفال عن أسرهم للعمل وكسب قوت يومهم وكان من غير المسموح لهم أخذ إجازات إلا مرة واحدة في العام وهو الأحد الرابع من الصوم الكبير، يعود فيه الأبناء إلى منازلهم لرؤية أمهاتهم وكان يطلق عليه أحد الأمهات " Mothering Sunday".

 وعندما غزا المستعمرون أمريكا لم يكن هناك وقت للاحتفال بالعديد من المناسبات لذلك تم التوقف عن الاحتفال "بأحد الأمهات" في عام 1872.

وكانت العودة للاحتفالات مرة أخرى على يد الكاتبة المشهورة “جوليا وارد هاوي” وهو الاحتفال الخاص بعيد الأم، وعلى الرغم من ذلك لم يأخذ أحد اقتراحها هذا بشيء من الجدية الا أنه كانت هناك محاولات عدة من أشخاص آخرين تدعم وتنادي بفكرة هذا الاحتفال ومنهم المعلمة "ماري تاويلز ساسين" باقتراحها أن يقوم الطلاب بإعداد برنامج موسيقي لأمهاتهم من كل عام للاحتفال بهن.

لكن المؤسس الفعلي لهذا اليوم في أمريكا هي امرأة تسمى "آنا جارفيس"، ولدت في عام 1864 وعاشت في "جرافتون Graftin" غربي ولاية فيرجينيا خلال فترة شبابها. وكانت تبلغ من العمر عاما واحدا عند انتهاء الحرب الأهلية الا أنه كان يوجد كره كبير بين العائلات وبعضها في غربي فيرجينيا، وكانت تسمع دائما أمها تردد العبارة التالية: "في وقت ما، وفي مكان ما، سينادي شخص ما بفكرة الاحتفال بعيد الأم" وتترجم رغبتها هذه في أنه اذا قامت كل أسرة من هذه الأسر المتحاربة مع بعضها بتكريم الأم والاحتفال بها سينتهي النزاع والكره الذي يملأ القلوب، وعندما توفيت والدة "آنا" أقسمت لنفسها أنها ستكون ذلك الشخص الذي سيحقق رغبة أمها ويجعلها حقيقة. وبناء على طلبها قام المسؤول عن ولاية فيرجينيا باصدار أوامره بإقامة احتفال لعيد الأم يوم 12 مايو عام1907 وهذا هو أول احتفال لعيد الأم في الولايات المتحدة الأمريكية. واستمرت في كتابة الخطابات التي تنادي فيها بأن يصبح هذا العيد عيدا قوميا بكل ولايات أمريكا ويكون في الأحد الثاني من مايو.

وبحلول عام 1909 أصبحت كل ولاية تقريبا تحتفل بهذه المناسبة الى أن جاء الرئيس ويلسون في 9 مايو عام 1914 بتوقيع اعلان للاحتفال بعيد الأم في الأحد الثاني من مايو في جميع الولايات. ولم تكتف آنا بذلك بل استمرت في كتابة الخطابات، وإلقاء الكلمات التي تنادي فيها بأن يكون هذا العيد عيدا عالميا تحتفل به كل شعوب العالم وليس أمريكا فقط، وقبل وفاتها في عام 1948 تحقق حلمها الذي كان يراودها وانتشرت الفكرة في جميع أنحاء العالم حيث أخذت تحتفل به أكثر من 40 دولة على مستوى العالم الغربي والعربي.

وهناك قصة أخرى عن بداية هذا الاحتفال في ألمانيا، حيث روجت الشائعات أن "هتلر Hitler"الزعيم النازي هو أول من نادى بالاحتفال بعيد الأم ليكون هو اليوم نفسه الذي يحتفل فيه بعيد ميلاد والدته، وقد تم استغلال هذه المناسبة بعد ذلك لتشجيع السيدات الصغار على انجاب أطفال من أجل الاحتفال بهذه المناسبة!

ويختلف تاريخ الاحتفال من دولة لأخرى كما تختلف العادات المتبعة للاحتفال به، فتحتفل النرويج بالأم في الأحد الثاني من فبراير وفي الأرجنتين: الأحد الثاني من أكتوبر الاول وفي لبنان أول يوم في فصل الربيع.

أما البرتغال واسبانيا فتحتفلان بها في 8 ديسمبر وفي كلا البلدين يرتبط الاحتفال بالكنيسة لكي ينصب على تكريم السيدة العذراء، كما أنه يوم للاحتفال بالأمهات بوجه عام.

أما فرنسا ففي آخر أحد من مايو ويتم الاحتفال به على أنه عيد ميلاد للأسرة، وتلتف الأسرة بجميع أفراد أعضائها حول المائدة لتناول العشاء وعند نهاية الوجبة تقدم التورتة للأم. وفي السويد يكون في آخر أحد مايو وهذا اليوم إجازة في السويد ويطلق عليه إجازة العائلة وفي اليابان يكون في الأحد الثاني من مايو .

 كذلك في أمريكا في الأحد الثاني من مايو يقام معرض للصور يرسمها الأطفال بين أعمار 6-14 ويعرف هذا المعرض باسم "أمي" ليشارك بدوره في معرض آخر يسمى "المعرض الجوال" وهذا المعرض يقام كل أربع سنوات، وكما يتضح من اسمه يتجول في العديد من الدول المختلفة، وبتفحص الصور يتم معرفة الحياة التي يحياها البنون والبنات تحت رعاية الأمهات في مختلف بلدان العالم.

وفي المكسيك وأمريكا الجنوبية في: 10 مايو ومشهور عنه أنه أكبر احتفال لارسال الكروت وبطاقات المعايدات.

 

التعليقات