الإرهاب يضرب قلب لندن.. "دماء على أعتاب البرلمان"

قتل 4 أشخاص وأصيب 40 آخرون بينهم مصابون بجروح خطيرة، خلال هجوم وقع قرب مقر البرلمان البريطاني في العاصمة لندن، الأربعاء.

والقتلى الأربعة هم شرطي وامرأة وشخص آخر، إلى جانب المهاجم.

والهجوم نفذه شخص بسيارة دفع رباعي، حيث دهس عدة أشخاص على جسر وستمنستر، ثم ترجل وطعن شرطي وحاول  طعن آخر قرب مقر البرلمان، إلا أن رصاصات الشرطة أردته قتيلا.

من هو المتهم؟

وأظهرت أول صورة واضحة للرجل الذي حاول اقتحام البرلمان البريطاني بسيارة كان يقودها برفقة شخص آخر بعد ظهر أمس الأربعاء، بعد تكبير صورة شهيرة له، ظهر فيها قتيلاً برصاص شرطة مكافحة الإرهاب على الرصيف، ومن حوله عناصر من الشرطة حاولوا إسعافه لظنهم أنه لا يزال على قيد الحياة.

هل المهاجم هو "أبو عز الدين" الجامايكي؟

والرجل المجهول اسمه للآن، هو "آسيوي الملامح" بحسب ما نقلت الوكالات عن قائد شرطة مكافحة الإرهاب، مارك راولي،  لكن صحيفة "الإندبندنت" البريطانية" ذكرت في موقعها أنه قد يكون الجامايكي الأصل "أبو عز الدين" المعروف باسم Trevor Brooks في بريطانيا التي ولد فيها منذ 42 سنة، وأدناه فيديو عنه يبدو فيه شبيهاً إلى حد ما بالقتيل قرب البرلمان.

إلا أن مراسلاً لشبكة ABC التلفزيونية الأميركية، ذكر أنه تحدث إلى محاميه، فأخبر أن أبو عزالدين لا يزال في سجن بلندن "لذلك فليس هو من قام بمهاجمة البرلمان" وفقاً لما قال عن "أبو عز الدين" المتحدث الرسمي باسم منظمة "الغرباء" التي أسسها اللبناني - السوري عمر بكري محمد، المقيم في لبنان بعد طرده من بريطانيا.

الهجوم لم يكن عفويا

وقالت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، في أول ظهور لها بعد حادث استهداف البرلمان البريطاني، إن لن يؤثر الهجوم على حياة اللندنيين الذين سيتابعونها بشكل طبيعي كما اعتادوا.

وأضافت في مؤتمر صحفي، إن استهداف البرلمان كان مقصودا للرموز الجليلة التي يمثلها في قيمنا الديموقراطية، مشيرة إلى أن "هجوم اليوم لم يكن عفويًا".

وتابعت "أقدم التحية والشكر لرجال الأمن لجهودهم في التصدي لما جرى اليوم، والبرلمان سيواصل اجتماعاته غدًا".

إدانات عربية وغربية

قالت وزارة الخارجية الأميركية الأربعاء، إنها تتابع عن كثب "الوضع المقلق" قرب البرلمان البريطاني، وعرضت المساعدة بأي شكل بعد أن تعرض شرطي للطعن وأصيب بضعة أشخاص في هجوم.

وحث مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الأميركية المواطنين الأميركيين في لندن على الاتصال بذويهم لطمأنتهم.

ونقلت رويترز عن بيان للمتحدث باسم الخارجية الأميركية: "نحن مستعدون لتقديم كل المساعدة القنصلية الممكنة، إذا علمنا بتأثر أي مواطنين أميركيين".

من جانبه، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أنه تم إطلاعه على أنباء الهجوم الذي وقع أمام مبنى البرلمان البريطاني في العاصمة البريطانية لندن.

وقال ترامب أثناء دخوله اجتماعا في غرفة روزفلت في البيت الأبيض "اطلعت على آخر المستجدات في لندن"، مضيفا "هذه أخبار مهمة".

وأعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، عن تعاطفها مع جرحى الهجوم وقدمت التعازي لأسر القتلى، وشددت على ضرورة التعاون الدولي في الحرب ضد الإرهاب.

 

وأضافت زاخاروفا "لا نقسم الإرهاب إلى فئات.. نعتبره شرا مطلقا.. في هذه اللحظة، وكما كان موقفنا دائما، قلوبنا مع الشعب البريطاني.. نشعر بألمهم ونتحدث مجددا عن الحاجة إلى مواجهة هذا الشر".

من جانبها، دانت دولة الإمارات الهجوم، وأكدت وقوفها "إلى جانب المملكة المتحدة في مواجهة هذه الأعمال الإجرامية"، بحسب تغريدة نشرتها وكالة الأنباء الإماراتية "وام".

وأشارت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، في بيان لها وقوف دولة الإمارات في مواجهة ظاهرة الإرهاب ورفضها وإدانتها لأية مبررات لهذه الأعمال الإجرامية.

ودعت مختلف دول العالم إلى تكثيف جهودها للقضاء على تلك الظاهرة التي تستهدف الأمن والاستقرار في العالم كله.

وشددت الوزارة على موقف الإمارات الثابت في نبذ الإرهاب بجميع أشكاله وصوره، ومهما كانت دوافعه ومبرراته ومصدره وضرورة القضاء عليه وتجفيف مصادر تمويله.

من جانبه، بعث أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباحب برقيتي تعزية إلى الملكة إليزابيث الثانية ورئيسة وزراء المملكة المتحدة تيريزا ماي، عبر فيهما عن استنكار الكويت وإدانتها الشديدة لإطلاق النار على رجل أمن، مجددا موقفها الرافض لهذه الأعمال الإرهابية.

كما بعث ولي العهد ورئيس الوزراء الكويتيين ببرقيات تعزية مماثلة

من جانبه، أعرب الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن دعمهما وتضامنهما مع بريطانيا.

وخلال زيارة لمنطقة على مشارف باريس، قال هولاند للصحفيين "جميعنا يشعر بالقلق من الإرهاب.. تدرك فرنسا، التي تعرضت لضربة قوية مؤخرا، ما يعانيه الشعب البريطاني اليوم".

أضاف هولاند أن الدول "ينبغي أن تهييء كل الظروف للرد على هذه الهجمات.. من الواضح أنه على مستوى أوروبا، وحتى خارجها، لابد أن ننظم أنفسنا".

وفي بيان أصدرته الأربعاء، ذكرت ميركل أنها علمت "بشديد الحزن" بالحادث، وقالت إن قلبها مع "أصدقائنا البريطانيين وكل شعب لندن"، وخاصة المصابين.

وبالرغم من أن ظروف وملابسات الهجوم لا تزال غير واضحة "أود القول لألمانيا ومواطنيها، أننا نقف بحزم بجانب بريطانيا في حربها ضد كل أشكال الإرهاب"، هكذا قالت ميركل.

التعليقات