بالقانون.. كيف تتهرب من دفع الضرائب وتحقق أرباحًا بالمليارات؟

منذ عدة شهور أثارت فضيحة تسريب وثائق بنما جدلا واسعا حول العالم، خاصة بعد ثبوت تورط كبار السياسيين وأصحاب الشركات العالمية فيها، ولكن ظل الأمر بالنسبة للفرد البسيط مجهلًا، حيث لم يدرك  لماذا تسببت هذه الوثائق في فضائح كبرى؟

والحقيقة أن شركة موساك فونسيكا للخدمات القانونية في بنما والتي تم تسريب الوثائق منها كانت مخرجا  لأكبر رجال الاعمال في العالم ليتهربوا من دفع الضرائب في بلادهم، فببساطة هناك بعض الدول حول العالم تحصل على نسبة ضرائب قليلة جدا مقارنة بالأرباح التي تحققها الشركات الموجودة بها، ولكن عدد هذه الدول محدود.. وإذا كنت في دولة من الدول التي تحصل على نسبة كبيرة من أرباحك فكيف تحقق أرباحا بالمليارات ولا تدفع ضرائب بالقانون؟

فقام رجال الأعمال المتورطون في تلك الفضائح بإنشاء 3 فروع لشركاتهم العالمية، واحدة في مقر إقامتهم وواحدة في أي دولة أخري والثالثة في بنما بما أنها الدولة التي تحصل على ضرائب قليلة جدا من أرباح الشركات، ويقومون ببيع منتجاتهم من الشركة فى مقر إقامتهم إلى الشركة فى بنما بنفس السعر، فبذلك لا تحقق شركاتهم في بلدانهم أي مكسب، ثم يقومون ببيع منتجاتهم في بنما إلى الشركة الثالثة الموجودة فى أى دولة ثالثة بأرباح كبيرة فتحقق الشركة الموجود في بنما أرباحا كبيرة لا يتم دفع ضرائب عليها أو دفع ضرائب بنسبة بسيطة جدا مقارنة بالأرباح، ثم تقوم مرة ثالثة ببيع  إنتاجها من الشركة الثالثة إلى الشركة الأم بدون أي أرباح وهكذا.

كل هذه العمليات تتم في سرية تامة وبدون علم أى من الدول الثلاثة، إلا أن تدخل موقع ويكيلكس الذي استطاع الحصول على 11 مليون وثيقة من شركة المحاماة التي كانت تحتفظ ببيانات رجال الاعمال والسياسيين، تسبب بفضيحة كبرى.

ولكن هذه الفضيحة ستجعلنا نعيد التفكير مرة أخرى في الاستثمار الاجنبي، وهل حقا الشركات الدولية عندما تعلن عن استثمارها بإحدى الدول ، هل تستفيد حقا هذه الدول أم تكون مجرد وسيط لتمرير سلعها دون دفع " مليم" للدول التي تستثمر فيها؟

التعليقات