ماذا يريد ترامب من زيارة السعودية وإسرائيل والفاتيكان؟

الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يستعد مؤخرًا لجولة هي الأولى له بمنطقة الشرق الأوسط، حيث جاء اختياره لمحطات جولته القادمة يكشف الكثير عن سياساته التي سيتبعها مستقبلا تجاه المنطقة.

يقوم دونالد ترامب بزيارة تاريخية الى المملكة العربية السعودية، في الحادي والعشرين من مايو الجاري، سيلتقي خلالها ببعض رؤساء وأمراء دول المنطقة وقادة حلف الناتو، إضافة الى ملك السعودية سلمان بن عبدالعزيز، ثم يزور بعدها إسرائيل، والفاتيكان، فماذا سيطرح الرئيس ترامب على الرؤساء والملوك والقادة، ولماذا اعتبرها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير زيارة تاريخية، هل لانها ستغير وجه المنطقة، وتعيد ذكرى سايكس بيكو لها، أم إنها زيارة عابرة كسابقاتها، للرؤساء الاميركان؟

وربما تأتي أهمية تلك الزيارة من منطلق اعتبارها أول محطات ترامب بالمنطقة، وقام البيت الأبيض بالتركيز على رمزية هذه الجولة العالمية الانتقائية، مع الاهتمام الدقيق برفاهة ترامب العاطفية والسياسية، والتأكد من أن الجولة ستشمل قدراً لا يستهان به من الأعمال الجدية.

ترى صحيفة وول ستريت جورنال أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمامه فرصة لتهدئة الأوضاع في الشرق الأوسط، الذي اعتبرته أكثر المناطق اضطرابا في العالم، خلال زيارته للمملكة العربية السعودية، وإسرائيل، ثم الفاتيكان.

وأشارت الصحيفة الأمريكية، على موقعها الإلكتروني، إلى أن ترامب بإمكانه إنجاز اتفاق، إذا كان يملك المهارة، والصبر، أو إذا كان لديه القليل من الحظ.

وقال مسؤول بارز في إدارة ترامب إنهم يعملون حاليا لمعرفة كيفية تحويل الفرصة المتاحة أمام ترامب إلى شيء ملموس على أرض الواقع.

وقد يستطيع ترامب تأسيس هيكل أمني جديد، يجمع بين الدول العربية والسنية، وتتعاون معهم الاستخبارات وأجهزة الأمن الإسرائيلية لمواجهة التهديدات الإيرانية.

وتتطلب الاستفادة من الوضع الحالي الكثير من الخطوات التي لم تكن متاحة أمام الرؤساء الأمريكيين السابقين. أولها أن السعودية هي أول محطة لترامب في الشرق الأوسط، ويتعين عليه الحرص الشديد خلال الزيارة، والتي سيتابعها الكثير من القادة العرب.

ثانيا،  الرئيس الأمريكي عليه العمل على تحويل المفاوضات وحلول السلام الافتراضية بين الدول العربية وإسرائيل إلى شيء حقيقي، ما يقود إلى الخطوة الثالثة والمتمثلة في ضرورة إحراز تقدم في مفاوضات السلام بين إسرائيل وفلسطين.

ومن جانبه يرى الدبلوماسي الأمريكي آرون ديفيد ميلر، أن ترامب أمامه فرصة لم تكن متاحة أمام أي رئيس أمريكي آخر، وهي الاستفادة من علاقة أمريكا بالدول العربية السنية، وتحويلها إلى عملية سلام حقيقية.

إن آفاق توصل ترامب إلى اتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين لا تزال قاتمة كما كانت لأسلافه،  ومع ذلك، هناك بعض الفرص للمصالحة الإقليمية التدريجية، إذ تتشاطر إسرائيل ودول الخليج نفس المنظور حول إيران، وهناك عدد من التغيرات الأخرى في المنطقة تخلق إمكانيات مثيرة للاهتمام.

من المرجح ألا تعزز زيارة الفاتيكان غرور الرئيس، إذ في حين أنه من غير المرجح أن يواجه ترامب احتجاجات كبيرة في إسرائيل، وأُكد له تماماً بأنه لن يواجه أي احتجاجات في السعودية، يُرجّح احتشاد محتجّين في روما، وبينما لا يُرجح أن ينتقد المسؤولون السعوديون والإسرائيليون الرئيس الأمريكي، إلا أنه من المؤكد أن يكرر البابا فرنسيس انتقاداته لترامب.

وبالإضافة إلى جولته في العواصم اليهودية المسيحية، خط سير ترامب يتضمن محطة لم يخترها الموظفون في البيت الأبيض. إذ سيتوجه إلى بروكسل لحضور قمة الناتو وصقلية لحضور قمة مجموعة الدول الصناعية السبع. سيواجه هناك حلفاء أمريكا التقليديين، الذين وجدوا الكثير مما قال ترامب مربكاً ومثيراً للقلق. وستكون تلك المحطة فرصة للرئيس لطمأنة الحلفاء بأنه لا يزال بإمكانهم الاعتماد على أمريكا.

نعم زيارة الرئيس ترامب للشرق الاوسط، ستكون نقطة إطلاق، ومنعطفا لتغييرات تاريخية، لا تخطر على بال أحد. فلننتظر نتائج الزيارة، بعد أن عرفنا استراتيجيتها من خلال ترامب ورؤيته المستقبلية، وانعكاساتها على الشرق الاوسط.

 

التعليقات