تعويم العملة المغربية بعد رمضان.. والحكومة تطمئن الشعب "ماتخافوش المغرب مش مصر!"

"احمدوا ربنا إننا لسنا مثل سوريا والعراق"!

العبارة الشهيرة التي يستخدمها بعض الإعلاميين المحسوبين على السلطة في مصر، يبدو أنها ارتدت إلينا بعد أن صار المصريين "فرجة" أو حالة خاصة يضرب بها المثل!

فمنذ ثلاثة أشهر يستخدم الاعلام الرسمي المغربي نفس العبارة لتمرير خطة تعويم العملة المغربية مطلقاًً حملة شعارها "المغرب ليس مصر"!

 وبدأت العبارة تنتشر عندما قررت المغرب تعويم عُملتها المحلية، وتحرير سعر صرفها، كإحدى وسائل التنمية الاقتصادية وجذب الاستثمار، تماماً كما فعلت مصر، ولكنهم قالوا أنهم سيقومون بهذه الخطوة "مع اختلاف المنهج بالتأكيد، ومع دراسة أكثر وضوحاً"، لا سيما وأنهم طرحوا القرار للنقاش  المجتمعي العام بعلانية.

وكانت بعض الأصوات قد خرجت تُطالب بالتمهُل كيلا تكون المغرب مثل مصر، التى قفز سعر الدولار الرسمى فيها من أقل من 9 جنيهات، حتى قرابة العشرين جنيها ًفي شهور قليلةً، وهى خيبة أمل لم يصمُت صندوق النقد حيالها قائلاً "أنه لم يتوقع أن تسوء الأمور إلى هذه الدرجة".

قرار التعويم المغربى سيتم تطبيقه بعد شهر رمضان المُبارك، رغم أنه مطروح للمناقشة مُنذ ثلاثة أشهر، فى مصر كان النفى المستمر لفترة طويلة لمبدأ التعويم، وفجأة انفجرت قنبلة التعويم فأصابت مَن أصابت، وأفسدت ما أفسدت، فى المغرب يقولون ان  كُل شيئ يجري  بتأن "علشان ميبقوش زى مصر".

وقام البنك المركزى المغربى بالتمهيد للقرار مُنذ شهور، ونظم حملة إعلامية لطمأنة المواطنين عن طريق تنظيم ورش توعية شملت الصحفيين والإعلاميين لشرح تفاصيل قرار التعويم، ومن ثم امتلاكهم القدرة على عرض الأمر على المواطنين، ومُناقشته ـ بوعى وعلم ـ فى وسائل الإعلام.

 البنك المركزى المغربى ركز على نقاط محددة  فى المقارنة مع مصر، هى أن الإصلاح فى المغرب طوعى وتدريجى ومنظم، أما فى مصر فقد كان إصلاحاً قسرياً بسبب تأخره سنوات طويلة، فتجمد الاستثمار وتأخرت الصناعة والسياحة وتراجع الإنتاج والتصدير، وبالتالى كان الإصلاح غير مُنظم، وجاءت خطوة التعويم لتتسبب في زلزال اقتصادى واجتماعي لا تزال  توابعه تضرب حتى الآن كُل ركن فى مصر.

هناك أيضاً الاحتياطى النقدى، وهو فى المغرب أفضل ، كما أن التضخم ـ وفقاً لتقرير المركزى المغربى ـ فى المغرب نسبته أقل من 2%، وفى مصر حوالى 23% وقت قرار التعويم.

وعلاوة على كُل هذا لا سوق موازية فى المغرب للعملات الأجنبيةً حسب تأكيد البنك المركزى المغربى، أما فى مصر فقد كان الأمر عشوائياً لدرجة أن السوق الموازية تُمثل ضعف السوق الرسمية .

ويخلص التقرير انه في كُل الأحوال لن تكون المغرب مثل مصر بعد تطبيق قرار تحرير سعر العُملة بانتهاء شهر رمضان؛ لأن ظروفها ليست مثل ظروف مصر، وبالتالى فقد كانت الخطوات مُختلفة، والنتائج  - بحسب تقديرهم- حتماً ستكون كذلك.

التعليقات