كيف انتزعت مصر غزة من إيران وقطر وتركيا؟

كشف قرار حركة حماس بحلّ اللجنة الإدارية في قطاع غزة عن نجاح مصري في ترتيب الأوضاع في القطاع وإخراجه من الأجندة القطرية التركية الإيرانية.

وأعلنت حركة حماس حلّ اللجنة الإدارية في قطاع غزة والموافقة على إجراء انتخابات عامة في سبيل إنهاء خلاف مستمر منذ فترة طويلة مع حركة فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

ودعت حماس في بيانٍ حكومة الوفاق للقدوم إلى قطاع غزة لممارسة مهامها والقيام بواجباتها فوراً.

وكان القرار السياسي لحركة حماس مرتبطا على الأغلب مع أجندات قطرية وتركية وإيرانية، الأمر الذي وضعها في عزلة عربية.

ونقلت صحيفة  "العرب" اللندنية، عن مصادر سياسية مصرية وفلسطينية النجاح المصري في إعادة حركة حماس إلى المسار الفلسطيني إلى انشغال قطر بأزمتها وثبوت ضعف خيارات الإخوان التي يمكن أن يقدّموها في أيّ مكان الآن، وعدم اهتمام تركيا بالمسألة بما يتجاوز الدعاية الإعلامية مع التغيير من داخل حماس، منح الفلسطينيين فرصة الاستفادة من الترتيبات المصرية المطلعة بشكل جيد على الوضع داخل غزة للنجاح.

من جهة أخرى، قالت مصادر خليجية، إن التطوّر الجديد الذي أفرج عنه بيان حماس هو تعبير عن الضعف الذي أصاب الشبكة القطرية داخل المنطقة.

وأكد محللون فلسطينيون، أن حماس تستجيب في قرارها الجديد للرعاية المصرية للمصالحة الفلسطينية، كما تستجيب للجهود التي بذلها القيادي محمد دحلان رئيس التيار الإصلاحي في حركة فتح من أجل ترتيب الأوضاع في قطاع غزة من خلال تواصل القطاع مع مصر وضخ استثمارات إماراتية لتنشيط البنى التحتية للقطاع.

وأكدت مصادر فلسطينية أن مصر استطاعت انتزاع حركة حماس من قطر بشكل كبير، وأن الدور الذي يقوم به دحلان قد أثمر عن هذا التطور الأخير، وأن محاولة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الالتفاف على حركة دحلان لن تستطيع تجاهل أن دحلان بات رقماً أساسيا في العمل الفلسطيني العام لا سيما في قطاع غزة.

ويأتي هذا التطور إثر زيارة بدأها وفد حماس لمصر في التاسع من سبتمبر الجاري برئاسة إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي للحركة، إلى جانب يحيى السنوار، رئيس الحركة بغزة.

ووصل لاحقا إلى القاهرة وفد من حركة فتح برئاسة عزام الأحمد، بالتزامن مع وجود وفد حماس هناك.

وأعلنت حماس في بيان الأحد "الموافقة على إجراء الانتخابات العامة"، وقالت إنها "على استعداد لتلبية الدعوة المصرية للحوار مع حركة فتح حول آليات تنفيذ اتفاق القاهرة 2011 وملحقاتها، وتشكيل حكومة وحدة وطنية في إطار حوار تشارك فيه الفصائل الفلسطينية الموقعة على اتفاق 2011 كافة".

وينص اتفاق القاهرة الذي توصلت إليه حماس وفتح وبقية الفصائل الفلسطينية على تشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وإجراء انتخابات للمجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية، إضافة إلى إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية.

 

التعليقات