الحكاية الكاملة لأزمة معهد القلب .. بيانات مغلوطة وحزن على إقالة "دكتور الغلابة"

لا يزال أصداء قرار الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، بإقالة الدكتور جمال شعبان عميد معهد القلب القومي، تتردد في أروقة وزارة الصحة وصفحات التواصل، بعدما أثار القرار جدلًا واسعًا منذ الخميس الماضي.

كانت وزيرة الصحة قررت الخميس الماضي، إعفاء الدكتور جمال شعبان بعد 6 أشهر من توليه المسؤولية كمدير لمعهد القلب، وتعيين الدكتور محمد أسامة بدلًا منه.

وأرجعت وزيرة الصحة قرارها إلى "تقصيره في مهام عمله، بوجود عدد من العمليات الجراحية تم تأجيلها بمعهد القلب بدون سبب أو مبرر لمرضى يعانون ويلات المرض، وفي أمس الحاجة إلى إجراء التدخلات العاجلة".

وهذا ما أثار جدلًا واسعًا داخل معهد القلب وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي ردّ الدكتور جمال شعبان قائلًا: "أنا فرد في منظومة كبرى ومش عايز زملائي يغتالوا معنوياً، وتعبهم ميروحش هدر، لأنهم وراء الإنجاز الذي تحقق في معهد القلب، وحرام يتقال مشتغلناش لأننا مجموعة تعبت".

وأشار إلى أن المعهد لم يعطل أي عملية جراحية لمرضى، بل كسر الإجراءات الروتينية للتخفيف عليهم.

"بيانات مغلوطة، والأزمة في حساب هذه البيانات على سيستم وزارة الصحة"، حسبما قال الدكتور محمد نصر، نقيب الأطباء بالجيزة وأستاذ جراحة القلب بمعهد القلب.

وشرح نصر، لمصراوي أن "اللجنة حصلت على عمليات الشرايين التاجية دون باقي العمليات سواء صمامات أو عيوب خلقية أو عمليات تم إجرائها لحين صدور القرار، أو حالات الطوارئ، بجانب أن الوزارة غيّرت سيستم قوائم الانتظار وحولت الحالات من 2018 إلى سيتسم 2019، وتم إصدار قرارات جديدة، وعندما أجرى معهد القلب العمليات للمرضى من قوائم انتظار 2018 لم تظهر على السيستم بالوزارة، وبالتالي القرار مبني على بيانات مغلوطة".

كما أن وزارة الصحة سبق وأن أشادت بمعدل إجراء العمليات داخل معهد القلب، ففي أواخر نوفمبر من العام الماضي أعلنت الوزارة الصحة تصدر معهد القلب قائمة المستشفيات في إجراء العمليات الجراحية ضمن مبادرة الرئيس لإنهاء قوائم الانتظار، بعدد 4952 عملية (للمزيد عن بيانات وزارة الصحة عن معهد القلب اضغط هنا).

وقالت مصادر بمعهد القلب، إن القرار سبقه مشادة كلامية بين وزيرة الصحة ومدير معهد القلب خلال زيارتها للمعهد، في 14 فبراير الماضي.

ووقتها أصدرت وزارة الصحة بيانًا حمل انتقادات عدّة إلى المعهد، ولم يظهر الدكتور جمال شعبان خلال جولة الوزيرة بالمعهد، كما أعطت توجيهاتها إلى الدكتور أحمد مصطفى نائب المدير.

وقال بيان وزارة الصحة، وقتها إن الوزيرة وجدت خلال الجولة تأخرا في عمليات تركيب منظم ضربات القلب، ووجهت بسرعة حل المشكلة على الفور، ووجهت بزيادة إجراء عمليات القلب المفتوح وزيادة معدل إجراء القساطر القلبية اليومي لاستيعاب عدد أكبر، لمنع تراكم قوائم انتظار جديدة للمرضى.

وبحسب بيان فإن معهد القلب شهد زيادة في عدد العمليات التي تم إجرائها بآخر 3 أشهر في العام الماضي، وهو ما يأتي تزامنًا مع تولي الدكتور جمال شعبان مسؤولية المعهد، فيما بلغ إجمالي العمليات التي تمت في العام كله نحو 2318 حالة.

ونظم عدد من الأطباء والعاملين بمعهد القلب، وقفة تضامنية مع الدكتور جمال شعبان، أمس، حاملين لافتات دون عليها "لا لإقالة الدكتور جمال.. حافظوا على معهد القلب".

عدد من العاملين طالبوا بإعادة النظر في القرار مرة أخرى. وقال طبيب بمعهد القلب رفض ذكر اسمه، إن الدكتور جمال شعبان غيّر في منظومة إدارة المعهد مما شجعهم على العمل "كان يعامل الناس بالحب وبدأت الناس تشتغل من الدكتور للممرض، وبالتالي كنا نجري عمليات دون أوراق لأن المريض لو ظل فترة هيموت".

وأضاف: "كان يعامل الجميع بإنسانية، ويكفي تواجدنا يوم الجمعة في العمليات بدون مقابل".

بدوره، قال الدكتور محمد أسامة، مدير معهد القلب الجديد، إن إنهاء قوائم الانتظار داخل المعهد كان على رأس التكليفات التي تلقاها وقت تعيينه مديرا للمعهد.

وأضاف في تصريحات خاصة: أن المعهد أجرى في أول يوم توليه المسؤولية 92 عملية قسطرة قلبية، "إحنا شغالين ليل نهار علشان نخلص قوائم الانتظار طبقا لتكليفات الرئيس ووزيرة الصحة".

لكن مدير معهد القلب الجديد رفض الخوض في ملابسات قرار إقالة مدير المعهد السابق، قائلا: "له كل الاحترام، لكننا نعمل في منظومة ولا يوجد اعتراض على تعييني".

برلمانيًا، تقدم عدد من النواب بطلبات إحاطة وبيانات عاجلة بشأن أزمة إقالة الدكتور جمال شعبان، في الوقت الذي علق رئيس اللجنة محمد العماري قائلًا: "التعيين والإقالة حق أصيل لوزيرة الصحة، ولا يمكن خلط الأوراق والتدخل في عمل الحكومة".

وأكد العماري أن المجلس سيتدخل في قرار إقالة مدير معهد القلب في حالة واحدة، هي وجود أي مخالفات في القرار، لاسيما أنه من حق النائب تقديم طلب إحاطة أو سؤال عاجل حول القضايا المختلفة.

التعليقات