أعيدوها مصرية!!

..دون الرجوع إلى الخرائط العثمانية، وبعيدا عن قوانين الدول المتشاطئة، ومن غير الاحتكام الى قياسات الجرف القاري، طالب سعوديون وقطريون وليبيون بضرورة استعادة مصر لحقها التاريخي الذي سلب منها، ولم يدافع عنه احد، حتى هب الأشقاء العرب «غير المصريين» لمطالبة اميركا بإعادة حق مصر في دبلجة أفلام ديزني باللغة العربية اعتمادا على اللهجة المصرية وبأصوات كبار الممثلين المصريين الذين سبق وحققوا نجاحاً ساحقاً مثل محمد هنيدي وعبلة كامل وعبدالرحمن أبو زهرة ويحيى الفخراني، الذين أبدعوا بأصواتهم المميزة و«إفيهاتهم» المحببة، ومنحوا روحاً جديدة لروائع ديزني التي عشقها الصغار، وفتن بها الكبار مثل: الأسد الملك ونيمو وشركة المرعبين المحدودة وحكاية لعبة وسندريللا، واطلانتيس وتيمون وبومبا.
الأشقاء العرب - ليس بينهم مصري واحد - أطلقوا حملة عبر هاشتاج # ديزني لازم ترجع مصري، للمطالبة بعودة «دبلجة» أفلام ديزني للهجة المصرية، وحققت انتشاراً واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، وفجرت ينابيع محبة واشتياق للهجة المصرية كشفت عنها تعليقات الأشقاء العرب الذين أكدوا أن الافلام المدبلجة باللغة العربية الفصحى أفقدت العمل روح الدعابة وحس الفكاهة الذي كان السبب الرئيسي في انتشار الافلام الاولى المدبلجة باللهجة المصرية.
وأعلنت صفحة «ديزني بالعربي» عن أسماء مؤسسي حملة «ديزني لازم ترجع مصري» وكانت المفاجأة ان المؤسسين ليس بينهم «مصري» واحد، فهم: ناصر الكواري وسعود الكواري من قطر، وعبدالله رافعة وأدهم الجابر من السعودية ومحمد أنيس من ليبيا.
وشهدت الحملة التي استخدمت مواقع: تويتر وفيسبوك وانستجرام، نجاحاً كبيراً وتفاعلاً غير عادي في مصر والكويت والسعودية وقطر والإمارات، وساهم فيها فنانون كبار ممن شاركوا في دبلجة الأفلام الأولى لديزني، وشهدوا نجاحها المدوي، وكان اجمل ما جاء في بيان «الشكر» على إنجاح الحملة والذي بثه مؤسسوها: «نحن نفخر كمؤسسين بأننا من دول عربية مختلفة ناطقة بلهجات لا تمت للهجة المصرية بصلة، ونحن الذين لا نتحدث اللهجة المصرية، فنحن اول من يطالب بأن يعود «ديزني» الى اللهجة المصرية التي عشقناها من خلال أفلام ديزني منذ نعومة أظافرنا وعشنا معها اجمل لحظات طفولتنا وكثيرا من السعادة والفرح».
يا سادة لقد تراجع دور مصر الثقافي مع تراجع مستوى إنتاجنا الفني، وتخلينا عن الدور التنويري سواء في الترجمة التي كان رائدها «أنيس عبيد» أو الدبلجة التي بدأت مع روائع الأفلام الهندية، ودخلت اللهجة المصرية قلوب كل أطفال العرب مع دبلجة أفلام ديزني، التي لم نقاتل للحفاظ عليها وتركناها تذهب قبل 4 سنوات لأسباب تجارية، دون النظر للمكسب الثقافي.
أدعو الصديق والزميل العزيز جدا عصام الأمير الى تكليف «مقاتل» من رجال التلفزيون المصري بالتفاوض مع ادارة «ديزني» لاستعادة الدبلجة العربية لأفلامهم واستعادة البسمة لوجوه كل العرب.. أطفالا وكباراً.
وحفظ الله مصر والسعودية وأهلهما من كل سوء.
Facebook: hossamfathy66

التعليقات