سيدي القاضي الجليل.. كل عام وأنت بخير وندعو الله ان تستمر عادلا.. شامخاً.. أبياً.. جليلا.. رمزا للعدل.. وسيفا للحق.. ونبراساً للعدالة.. وعنواناً للحقيقة.
سيدي القاضي الجليل.. ان مؤسسة القضاء المصرية هي الحصن الاخير لنا نحن المواطنين المطحونين منذ عقود، وأنت تحديداً الملجأ الذي يلتجئ اليه المظلومون، لاستعادة الحقوق ورفع الظلم ودفع الظالمين، وطالما كان القضاء في مصر حصنا منيعا، حتى في اشد حقبها ظلاما.. وأغسق عصورها إظلاما، كان هناك دائما قضاة يخشون الله تعالى وحده، ولا يخافون في الحق لومة لائم، احكامهم تنطق بالحق، وحروف العدل تخرج من افواههم مزلزلة لقلوب الظالمين، مروعة لأفئدة الطغاة، لا يعملون حسابا لسيف سلطان جائر، ولا يهابون مقاما لرئيس عسس فاسد، يتأسون بعدل عمر بن الخطاب وشدته في الحق، وحكمة عمر بن عبدالعزيز ولينه مع المظلوم.
سيدي القاضي الجليل.. ما احوجنا في مصر اليوم لصوتك الجهوري تدفع به الظلم عن المظلوم وتعيد الحق لاصحابه، وتضعه في نصابه، وتعرف ان كلمة حق تخرج من فم قاض عادل هي اثمن من ملء الارض ذهبا.
سيدي القاضي الجليل.. تعلمون ان العدل لن يظلل المحروسة الا بوجود قضاة يتولون القضاء لانتزاع العدل انتزاعا من قبضات الظالمين، قضاة سبيلهم العفة.. وديدنهم النزاهة، لا ينحنون الا لله سبحانه، ولا يرضون بالمواءمات ولا تشغلهم الدنيا بمناصبها وزينتها وتبرجها.
مصر اليوم يا سيدي القاضي الجليل تحتاج لمن يعاون ولاة الامر ويعينهم ويقومهم اذا لزم الامر.
مصر تثق بأبنائها من قضاة لا يتزحزحون عما يعتقدون انه حق قيد أنملة، ينصرون الملهوف، ويقتصون للمظلوم، ويقرون سيادة القانون ويبسطون رداءه على الجميع دون استثناء، فالمساواة بين جميع ابناء الوطن هي أصل المواطنة.