الأربعة الذين خُطِفوا.. ثم قتلوا!

من حق جماعة حماس ومن والاهم مصرياً أن يتحمسوا لبحث مصير الحمساويين الأربعة الذين اختفوا على الأراضى المصرية بعد اجتياز معبر رفح قبل عام، وقيل بظهورهم فى صورة نشرتها قناة الجزيرة القطرية، ويتهمون السلطات المصرية باختطافهم، ويتجاهلون عمداً بيان وزارة الداخلية، الذى يكذّب الصورة فى أصل تاريخها ومكانها ومحتواها!

ومن حقنا مصرياً ووطنياً أن نتحمس لبحث مصير المصريين الأربعة (ثلاثة ضباط وأمين شرطة) الذين اختفوا قبل عامين فى سيناء مخلفين سيارة ملطخة بالدماء، وظهروا أحياء فى غزة بشهادة المهندس «محمد أبوالروب»، مسؤول الاتصال السياسى لـ«تمرد غزة».

نصاً يقول أبوالروب: «كل ما يمكن قوله (عن الضباط الثلاثة وأمين الشرطة) إنه حتى شهر نوفمبر الماضى (2013) كانوا على قيد الحياة، وشاهدهم أحد شهود العيان (الذى أحتفظ باسمه طبعاً حفاظا على حياته)، حيث رآهم أثناء ترحيلهم (وهم معصوبو الأعين) من أحد الأنفاق فى شارع (صلاح الدين) بواسطة (كتائب القسام) إلى مكان آخر مجهول».

ويضيف: «ولاحظ وقتها (هذا الشاهد) أن أمين الشرطة هو الوحيد الذى لم يكن «معصوباً»، وكان يبدو أن وضعه الصحى سيئ، كما كانت توجد إصابة واضحة فى يديه، وكان ذلك على وجه الدقة قبل صلاة الفجر بحوالى ربع ساعة».

فى توقعاتى (والكلام لأبوالروب) أنهم قتلوا بعد عملية الترحيل، حيث يبدو أن «حماس» قررت التخلص منهم بعد أن تم اكتشاف وجودهم، لأن إمكانية التفاوض عليهم انتهت، فلدى معلومات أنه تم الإبقاء على حياتهم للتفاوض مع الدولة المصرية للإفراج عن محمد مرسى، لكن يبدو أنهم اقتنعوا بأن هذه المفاوضات مصيرها الفشل، ويمكن ربط هذا التوقع (كما يقول أبوالروب) بتصريحات موسى أبومرزوق نصا: «إنهم ليسوا على قيد الحياة».

كما أنه لا يمكن تمرير صورة الجزيرة القطرية، ووجوب التوقف أمامها وتبين تاريخها ومكانها وشخوصها، يستحيل تمرير رواية «أبوالروب»، رواية خطيرة، كتائب القسام قتلت الضباط الثلاثة وأمين الشرطة فى نوفمبر الماضى، الشهداء الأربعة لم يقتلوا أثناء عملية الخطف الغادرة كما أشيع، بل نقلوا إلى غزة، حماس وفق هذه الرواية، وصاحبها حى يرزق، قتلت الأربعة المصريين بدم بارد، قتلتهم بعد سقوط الخائن المعزول.

حماس من حقها أن تعرف مصير الأربعة المخطوفين، ومصر من حقها أن تعرف مصير الأربعة المخطوفين، والشفافية واجبة فى مثل هذه الملفات الأمنية، والوقوف على الوقائع وسبر أغوار الواقعتين ضرورة لازمة لكشف المستور فى الأنفاق، ولكن الغطرشة على مصير الأربعة المصريين بصورة أربعة حمساويين، وكأن ولادنا دمهم رخيص، تدليس رخيص!.

على الأقل الصورة المزعومة تقول إن أربعة حماس أحياء، لم تقتلهم السلطات المصرية بدم بارد، فضلاً عن نفى الداخلية المصرية وجودهم من الأساس، ولكن الرواية التى قال بها «أبوالروب» تقول إنهم خطفوا وشوهدوا أثناء ترحيلهم وهم معصوبو الأعين بواسطة كتائب القسام قبل صلاة الفجر وأمين الشرطة مصاب فى يده، وتوقعات أبوالروب بإعدامهم.

إذا كانت الجزيرة القطرية وأقلام محسوبة مصرياً تتحمس للأربعة الحمساويين وتوجه أصابع الاتهام إلى مصر، فنحن نتحمس للأربعة المصريين ونوجه أصابع الاتهام إلى حماس، فكل عين قصادها صراع يخرقها، انتظر رواية حمساوية نافية أو بياناً فصيحاً من داخلية حماس!!

عجباً صمت مريب عن مصير الأربعة المصريين المخطوفين، وهيجان على مصير الأربعة الحمساويين المخطوفين، صحيح اللى اختشوا ماتوا من الخجل، وبيننا من لا يخجل ويدلس على مصير أربعة مصريين خطفتهم حماس، ولا يذكرهم بحرف ويسأل بدم بارد عن مصير الأربعة الذين خطفوا!.

** نقلا عن المصري اليوم

التعليقات