" مؤامرة الاخوان " في المطار !

 

بدأت كتابة هذا المقال في صالة ١ بمطار القاهرة ، عندما تكشفت امامي تفاصيل " المؤامرة الاخوانية " لتدمير المطار واشاعة الفوضى  والاساءة لسمعة مصر!. كنت اتجول في المطار وأرى مشاهد لا يراها اي مسافر في أي مطار آخر بالعالم .. وأتساءل هل مايحدث هنا هو ايضا مؤامرة اخوانية او خارجية على مطارات مصر أم ان كل هذا نحن صنعناه بأيدينا ؟.. وهل ترتاح ضمائرنا ونحن نخدع انفسنا بأن كل مشاكلنا في كل مكان هي مؤامرة علينا من تدبير أعدائنا الذين لا يريدون لنا الخير ويعطلون مسيرة الانجازات ؟!
وحتى لا اتهم بأني لا أرى غير الصورة السلبية ، اقول بأننا نملك الامكانيات الهائلة والمباني العظيمة ولكننا - للاسف- لانبحث عن البشر والعقول والكفاءات التي تديرها وتعظمها وتحافظ عليها وتستثمرها بأفضل الوسائل والافكار الحديثة .
وقد راودتني اسئلة عديدة خلال تواجدي في المطار انتظارا لرحلتي وعادت الاسئلة تلاحقني عند عودتي :
- ماهي الصعوبة في فتح بوابات الدخول للمطار حتى لا يتكدس المسافرون مثل الغنم ؟
- ماهي المشكلة في أن يكون لدينا مطار نظيف ،ينتشر فيه عمال نظافة ( بملابس نظيفة) وصناديق قمامة في كل مكان ؟
- ماهي المشكلة في ان يكون رجال الامن بالمطار مدربين على حسن التعامل مع المسافرين واحترام مظهر وهيبة وسمعة البلد ، يخفضون اصواتهم العالية ولايدخنون السجائر اثناء العمل ولا يتسامرون مع بعضهم ويتجاهلون الركاب ؟!
- لا يوجد مطار في العالم ، بعد ان تختم جواز السفر ، يقابلك رجل أمن بعد ٤ امتار ليدقق في الجواز ، وعلى باب الصعود للاتوبيس شخص آخر وقبل ان تركب الطائرة شخص خامس .. !
- لماذا لا تستطيع دخول الحمام في المطار ؟!.. الاسباب عديدة ويطول شرحها ، ولكننا نطمع في ان يكون لدينا حمام في المطار يشبه حمام مطار قبرص .. ولن أقول دبي !.
- ماهي المشكلة في ان تكون هناك امام شبابيك شركات الطيران والجوازات ممرات محددة بحواجز ليقف الناس في طوابير بدلا من تحويل المطار لسوق شعبي ؟
- وماهي الازمة في تنظيم اماكن وممرات لسيارات الاجرة ومركبات نقل المسافرين من امام المطار ، بأسلوب راق ومحترم كما يحدث عند الخروج من اي مطار في العالم ،.. الناس تقف في طوابير وتأتي لها السيارات بالدور ، حتي لايحدث مانراه من فوضى وخناقات بين السائقين على اختطاف الركاب ؟
- وماهي المعضلة التاريخية التي لم ينجح أحد في حلها ، ان تكون لدينا ساحة انتظار للسيارات منظمة في المطار ، تدخلها وفق اشارات تدلك على مكانك وتخرج منها بسهولة بدون ان تضيع في بيت جحا ؟!
... ماهي الازمة الكبرى او المؤامرة الكونية التي تمنعنا ان يكون عندنا مطار يليق بنا شكلا ومضموناً وسمعة وخدمة ، كما تفعل معظم دول العالم ؟.. ان ماأطلبه ويشكو منه الملايين غيري لا يحتاج الى اموال هائلة ولا امكانيات مستحيلة ، ولكنه يحتاج الى من يحب هذا البلد بجد ، الانسان الكفء المدرب الواعي بخطورة وحساسية وظيفته ، يحتاج الي الموظف والمدير والمسئول والعامل الذي يقوم بدوره ويؤدي وظيفته وفق تعليمات وأهداف محددة وفي ظل رقابة وعملية تقييم ومحاسبة مستمرة . بدون هذا سيبقى الوضع على ماهو عليه وسوف  نسير للاسوأ . وربنا يستر على صالة ٢ وأخواتها !.
التعليقات