متى يحدث الاصلاح الديني ؟

مرت المسيحية بمرحلة التوبة عن استخدام النصوص الدينية في تسويغ الحروب وانتهاكات حقوق المغايرين دينيا واعترفت بأنها اساءت للفكرة الجوهرية فيها وهي نشر الحب والتسامح ، وكان ذلك إيذانا باستيعابها لعملية الإصلاح الداخلي التي اقتضت قرونا طويلة . اليهودية بدورها مرت بمرحلة إصلاح مختلفة نسبيا فتعلمت انه من المستحيل التعايش مع الآخر اذا ظلت متمسكة بأن معتنقيها هم شعب الله المختار فجعلوا إبداعاتهم هي السبب في إمكانية وصفهم بذلك الي الحد الذي دعا الرئيس الفرنسي الراحل شارل ديجول يقول ذات مرة ' ان اليهود هم أمة - نخبة'
لم يبقي من الديانات الإبراهيمية سوي الاسلام الذي لم يمر بمرحلة إصلاح حقيقية  ولذلك اصبح هو مشكلة هذا العصر .  بمعني اكثر وضوحا لم يكن الأمر شاقا بالنسبة للمسيحية لأنها في جوهرها ضد الصراع علي السلطة والثروة وبالتالي انفصلت عن السياسة فأراحت واستراحت ، الأمر نفسه بالنسبة لليهود فقد استثمروا في عقولهم بدلا من الاستثمار في الوعد التوراتي فحققوا التفوق  المادي الذي حولهم الي أمة مختارة بسبب انجازاتها ، اما المسلمين فمازالوا غير قادرين علي اكتشاف الفكرة الجوهرية في الاسلام وهي رفضه  الوساطة بين الله والبشر من أفراد او جماعات او أنظمة حكم لكي تكون هي الفكرة المحركة للحاق بركب الإصلاح الديني ولو جاء متأخرا .

التعليقات