صراع شيوخ اللحى والجنرالات

منذ بدء الربيع العربي والصراع القائم في المنطقة هو بين الدوحة: راعية الحركات الاسلامية (بعد تخلي السعوديين عنها خوفا من الثأر الامريكي للحادي عشر من سبتمبر) وابوظبي: راعية الثورة المضادة والعسكريين في المنطقة لضمان عدم التغيير. اي انه صراع بين رعاة شيوخ اللحى والجنرالات. بالتالي تسريبات (وضاح) خنفر في قطر وتحركات قوات حفتر في ليبيا هي مجرد قطع شطرنج في صراع الجلباب والبيادة. وان كانت خطورة داعش في انها جمعت الاثنين معا: مقاتلين بجلاليب يرتدون بيادات!
الدوحة تقدمت 2-صفر مع انتعاش الربيع العربي واعطت جزيرتها الفضل لشيوخ اللحى، حتى وان تحالفوا سرا مع الجنرالات، ضد شباب الثورة.
لكن مع تقدم ابو ظبي واحد-صفر بدعم جنرالات الثورة المضادة، أخذت زمام المبادرة ومباركة السعودية التي كانت تتحسر فقط على ضياع مباركيها دون ان تمد يدها مباشرة للجنرالات الجدد على أمل ولاء شيوخ الثورة المنتصرين، للمنبع الذي سقاهم حين كان مهدا لهم، علهم يتسامحون عن القطيعة السابقة. وبرحيل الملك عبدالله..واهتمام الملك (سلمان) الجديد بخلافة ابنه الاصغر(محمد/ وزير الدفاع) حتى لو كان دعمه من خارج المملكة، لان هناك وليا للعهد (محمد بن نايف) في اواخر الخمسين ينتظر دوره،  اصبح صانع قرار الخليج، المحافظ على الخريف العربي، هو وزير الدفاع في ابو ظبي (محمد بن زايد).

نعود للدوحة التي فقدت هدفا في الثورة المضادة، الامير الشاب (تميم) عملي وبراجماتي: يهتم بالرياضة فرفع اسم الجزيرة عن قناته الرياضية واسماها  Bein، وحاول ان يسير مع التيار الذي حطم شجيرات الربيع حتى لا يكتسحه معه، في انتظار فرصة الدورة المقبلة للثورات كما علمتنا الثورة الفرنسية. ولم يتردد في ارسال برقية تهنئة للرئيس المصري (عدلي منصور) الذي عينه الجيش محل الرئيس المنتخب المخلوع محمد مرسي! لكن ما كادت وكالة الانباء القطرية تنشر الخبر وتذيعه الجزيرة، تغيرت الاوضاع وسحب الخبر، فقد عاد الامير الاب (حمد بن خليفة) الى رفض الواقع الجديد وكأنه متحسر على خسارة استثماراته في الحركة الاسلامية بعد ان كادت تعطي ثمارها من اليمن الى مصر ومن ليبيا الى تونس. وتلك كانت المشكلة..ومازالت في الدوحة: المركب ام رأسين تغرق. لابد ان يتمكن تميم وحده من لعب اوراق اللعبة بدون تدخل الاب حمد، مثلما سمح خليفة في ابو ظبي للاخ الاصغر محمد ان يلعب وحده بكل اوراق اللعبة (بغض النظر عن النتائج السلبية بعيدة المدى على مستقبل الامارات ونموذجها الاقتصادي الذي كان ناجحا وغير مسيس)!

لا احد يطلب من الدوحة ان تسلم اللاجئين السياسيين اليها لمصير معتم مجهول، رغم انها (ياللعار) فعلت ذلك منذ ايام مع معارض سعودي مر باراضيها في طريق اللجوء بالنرويج. لكن عليها ان تتوقف عن الدور النشط لدعم العمائم عبر جزيرتها ومنصورها وخنفرها واموالها لابواقها الاخرى.
علي الدوحة ان تحسم توجهها السياسي ومن يصنع القرار الاخير لديها، ثم تنتظر نتيجة نهائي الدوري السعودي على خلافة المملكة بين المحمدين (بن سلمان وبن نايف) واذا فاز الاخير بحكم المنصب، فقد تجد فيه عونا على صانع القرار في ابو ظبي الذي رمى كل اوراقه في الرهان على الحصان الاسود (او الاصغر) في الرياض.

اخيرا، مع احترامي لباقي العواصم العربية، راقبوا عن كثب نتيجة المباريات في الخليج..ولاتزعموا لانفسكم اي دور آخر سوى التصفيق او التنكيت!
( من صفحته - فيس بوك )

التعليقات