جهله ومنافقون !

في الأربعينات من القرن الماضي رفع شباب الحركة الوطنية المصرية شعارات معادية لكل ما هو إنجليزي بدء من الاحتلال وحتي كتب اللغة الانجليزية ، وكان ظنهم وهم يحرقون كتب الدراسة الخاصة باللغة الانجليزية اثناء مظاهراتهم انهم يدعمون القضية الوطنية !!!! واليوم تأتي طالبة متفوقة في الثانوية العامة لكي يرفض ابوها منحة الجامعه الامريكية تحت شعار مشابه  ''مش هبيع بنتي ''!!! ربما لأن الرجل تأثر بالدعاية المعادية للغرب والتي نشرتها التيارات اليسارية والقومية والدينية المتطرفة علي مدي سنوات طويلة ، فتصور ان رفض المنحه  هو موقف يخدم الدين او الوطن او كليهما معا ، وربما توقع الرجل ان يحصل مقابل موقفه هذا علي تقدير المجتمع وربما حلم أيضا ان تكافئه الحكومة  . في كل الأحوال نحن امام موقف لمواطن  يٌظهر كل عيوب الثقافة المصرية التي تنطوي علي قصور ذهني ، وتطرف ، وعداء للثقافات المغايرة ، وخلط للأوراق ، ونفاق ثقافي . لو لم  يتراجع الأب عن موقفه الغريب ، وإذا لم تقاتل الطالبة نفسها لاقناع والدها بالموافقة علي الحصول علي المنحه ..فقل علي التغيير السلام ، فلا تغيير حقيقي بدون تغيير ثقافي يعيد غربلة عقل المصريين من جديد لكي يكونوا قادرين علي الالتحاق بالحياة الحديثة .

التعليقات