مصر والسعودية أخوة

كلما التقى الرئيس السيسى بالملك سلمان أو ولى العهد السعودى تصاعدت وتيرة الحاقدين وأصحاب الأغراض والأمراض أن هناك صفقة سرية يتم طبخها، وقد زادت هذه الوتيرة بعد زيارة ولى العهد السعودى الأخيرة التى شملت مصر وبريطانيا دون أمريكا، رغم إعلان وإعلام سبق أن زيارة الأمير لأمريكا مؤكدة.

وتميزت هذه الفترة التى امتدت من عهد الملك الراحل إلى عهد الملك الحالى الملك سلمان وولى عهده بن سلمان شهدت نمواً مطرداً فى العلاقات، تمثل فى إعلان السعودية إنشاء جامعة الملك سلمان وجسر الملك سلمان بين مصر فى جنوب سيناء والساحل السعودى على خليج العقبة. وإعلان مصر بحكم المحكمة وقرار مجلس النواب وتوقيع سيادى للحكومة والرئيس على إعادة جزيرتى تيران وصنافير للسعودية، وإعلان السعودية إنشاء مشروع نيوم. وإعلان مصر المساهمة فى مشروع نيوم بمساحة ألف كم من مساحة جنوب سيناء. وإعلان السعودية ومصر إنشاء صندوق استثمارى مشترك بقيمة ١٥ مليار دولار. وإعلان السعودية دعمها الكامل لمصر فى حربها ضد الإرهاب خاصة فى العملية الشاملة سيناء ٢٠١٨. وإعلان كل من مصر والسعودية رفضهما لصفقة القرن كما وردت رغم الاتصال الشخصى من الرئيس الأمريكى لكلا القائدين أثناء وجود ولى العهد السعودى بمصر. وإعلان الرئيس ترامب ضرورة تخلى قطر عن الإرهاب لاستكمال صفقة القرن. وإعلان ولى العهد أن قطر لا تشغله وأن من يدير ملفها أقل من وزير وأنها أصغر من أى شارع بمصر. وإعلان البلدين أن إيران تشكل تهديداً لاستقرار المنطقة وتعمل على نشر الفوضى وتصدير الثورة والاضطرابات للدول المجاورة. وإعلان البلدين أن الشعب السورى دفع ثمناً قاتلاً للصراع الدولى والإقليمى على أرضه. وإعلان تأجيل القمة العربية التى كان مخططاً إجهاضها بشكل درامى يزيد من الخلافات العربية ولا يقللها.

هل تساءل المصريون يوماً لماذا هزمت الحملة الفرنسية فى الصعيد؟ وأقول ارجعوا للتاريخ واعرفوا أن السعوديين اقتطعوا من قوتهم وأموالهم ليشتروا السلاح والغذاء للقبائل العربية المهاجرة التى استوطنت مصر، وفوجئ الفرنسيون بحجم السلاح والعتاد الذى استخدمه رجال صعيد مصر، ولم يكن لديهم خيار سوى ترك الصعيد والعودة للقاهرة التى بدأت تثور عليهم هى الأخرى حتى أخرجتهم من مصر كلها.

وختاماً: إن وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لأهل الحجاز والسعودية «إذا فتحتم مصر فاستوصوا بأهلها خيراً»، هى وصية دين ملزمة، إن السعوديين خاصة أبناء الملك عبدالعزيز الذى اتخذ من مصر حليفاً ومزاراً وأهلاً يعلمون قبل غيرهم أن وصية الملك المؤسس للمملكة هى تطبيق أمين لوصية الرسول صلى الله عليه وسلم بأهل مصر، وهى دين فى رقبة كل ملك سعودى يأتى حتى ما شاء الله لأنها وصية الرسول الذى لم يكتف بوصية مصر الوطن ولكن وصية بأقباط مصر أنفسهم. فهل يصمت كل من يعبث بأذى فى العلاقة المصرية السعودية إن هذا تفسير حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أن لكم فيهم نسباً وصهراً، أى إن المصريين أخوال ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم والسعوديين والحجازيين أعمامه.

التعليقات