هكذا غنى المصريون للنسيم

من اكبر صحراوات الدنيا" الصحراء الكبرى" التى تمتد لآلاف الكيلومترات ، وتتسم تلك الصحراء بصيف طويل حار، تزيد حرارته فى أيام كثيرة على 40 درجة مؤية ، وهو ما يجعل الروح " تطلع" من مكانها، حتى اذا ماهبت نسمة ندية فإنها" ترد الروح" الى مكانها، وقد اتخذها المصريون المحدثين اسم علم لبناتهم" نسمة" وابنائهم " نسيم" كما اتخذوها صفة تطلق على كل من تتوافر فيه او فيها صفات الحساسية والذوق والأنسانية، كما اتخذوها علما على يوم الاحتفال الجميل "شم النسيم"

ومن هنا احتلت النسمة مكانة ممتازة فى الغناء المصرى الحديث، ذلك الغناء الذى نعتبره التجسيد العبقرى للشخصية وللثقافة المصرية

وسوف نبدأ بعبد الوهاب – عبقرى الغناء المصرى الحديث – فمن كلمات احمد عبد المجيد، يتساءل: ياترى يانسمة حتقولى ايه؟ وانت يانجمة راح تحكى ايه؟ مين ينقل الشوق الصافى غير نسمه هايمة بينى وبين قلب الحبيب؟ وفى رائعته" همسة حائرة" لعزيز أباظة : ونحسب الكون عش اثنين يجمعنا، والماء صهباء، والانسام الحانا، ومن كلمات مأمون الشناوى يغنى: كل دا كان ليه.. لما شفت عنيه؟ حن قلبى اليه وانشغلت عليه/ قاللى كام كلمة، يشبهوا النسمة فى ليالى الصيف/ فاتنى وف قلبى شوق بيلعب بى،وف خيالى طيف، ومع ثورة يوليويغنى للحرية التى يراها كالنسمة بعد القيظ الطويل، من كلمات شفيق كامل" يانسمة الحرية ياللى مليتى حياتنا

اما اذا انتقثلنا الى ام كلثوم فهى تشدو من كلمات احمد رامى وفى واحدة من اروع اغانيها "اغار من نسمة الجنوب على محياك ياحبيبى/ واحسد الشمس فى ضحاها واحسد الشمس فى الغروب..فقد ترى فيهما جمالا يروق عينيك ياحبيبى"ولها من كلمات رامى ايضا فى اغنية هجرتك:" حرمت روحى من كل نسمة كانت بتسرى بينك وبينى/وحرمت روحى من كل نعمة كانت بتحلى وياك فى عينى" ومن روائع ماغنت لبيرم التونسى" انا فى انتظارك" تقول:" اتقلب على جمر النار/واتشرد ويا الافكار/النسمة احسبها خطاك/والهمسة احسبها لغاك/على كدة اصبحت وامسيت/وشافونى وقالوا اتجنيت/ياريتنى عمرى ماحبيت"

اما نازك فتغنى"كل دقة ف قلبى بتسلم عليك/ياواحشنى من زمان فين نور عينيك/كل نسمة تمر من عندك عليا/قلبى يحملها بشوقه وبحنانه/كل كلمة اسمعها منك تحلى ليا/ياللى جنبك قلبى بيلاقى امانه"اما شادية فتغنى"شباكنا ستايره حرير من نسمة شوق بيطير" وتغنى"على شط البحور والنسمة حوالينا الحياة مبتسمة/وقلوب الحبايب جاية/تستنى النصيب والقسمة/ياشقاه اللى عاش وحدانى/ويابخت اللى يلقى التانى"أما نجاة الصغيرة فتغنى فى اولى ماقدم الابنودى للاذاعة من روائع:"مسير الشمس من تانى تنور فوق سنين عمرى/وترجع ليا من تانى/وترجع فرحتى فى صدرى/ وحيجينى الربيع اخضر شباب نشوان بيتمخطر/ وبكرة وردتى تطرح في يوم ماتعود مع النسمة/حبيبى بكرة راح افرح وحاتعجب على القسمة"اما ليلى مراد فتغنى:"ياما ارق النسيم لما يداعب خيالى/خلانى وحدى اهيم واسبح فى وادى الامانى/ الجو رايق وصافى

والبحر موجه يوافى/ طال الحنين للبر والبر عنه بعيد" اما محمد قنديل فيغنى من الحان المبدع عبد العظيم عبد الحق"سحب رمشة ورد الباب كحيل الاهداب/نسيت اعمل لقلبى حجاب وقلبى داب/غزال انفاسة تتنسم عبير والخطوة تتقسم/نغم وشفايفة تتبسم ولا العناب/نسيت اعمل لقلبى حجاب"اما كارم محمود فيقول من الحان عبد المنعم امين"عنابى ياخدود الحليوة/احبابى يارموش الحليوة/يرضيكوا الحليوة يسيبنى للنار اللى بدوبنى/ايه قصدوا الحليوة/بتميل العيون على خده/ وتشاهد جناينه وورده ونسايم عبير بيعدوا لوفات الحليوة/يرضيكوا الحليوة يسيبنى للنار اللى بدوبنى" اما فيروز فتغنى :"شط اسكندرية ياشط الهوى/رحنا اسكندرية رمانا الهوى/يانسمة هنية وليالى رضية احملها بعنية لشط اسكندرية" وتغنى"نسم علينا الهوى من مفرق الوادى/ياهوى دخل الهوى خدنى على بلادى" ويغنى عمرودياب"يانسمة زى الندى" ويغنى على الحجار" وانا من زمان ليكى عاشق دفا عنيكى/فى سكاتى بناديكى/فى غنايا تتنسمى"

ولم تعدم الاغانى الوطنية تناول النسمة، ففى رائعة ، نجم وامام"اسكندرية" يقول:"يا اسكندرية بحرك عجايب/ياريت ينوبنى م الحب جانب/اغسل همومى وانشر هدومى/على شمسة طلة وانا فيها دايب/كأنى فلاح من جيش عرابى مات ع الطوابى وراح فى بحرك/كأنى نسمة فوق الروابى م البحر جاية تغرق فى سحرك/كأنى كلمة من عقل بيرم/كأنى غنوة من قلب سيد/كأنى جوه المظاهرة طالب هتف باسمك ومات معيد/كأنى صوت النديم فى ليلك/يصحى ناسك يشدوا حيلك"

التعليقات