أمثال #محمد_صلاح والنخبة الشابة الجديدة

يقدم اللاعب محمد صلاح، خلال هذه المرحلة المهمة من تاريخ الدولة المصرية، قدوة ذات نكهة وطبيعة مختلفة للنشء والشباب، تقوم على أساس احتراف مهنة لعب كرة القدم، وإتقانها لدرجة أن يتمكن من الانضمام لأعتى فرق الكرة في أوروبا.

ومثل هذا النموذج القدوة لم يكن متصدرًا المناقشات الخاصة بتكوين نخبة جديدة من الشباب في بلدنا خلال الفترة الماضية، حيث كان نموذج الفنان محمد رمضان هو الأكثر انتشارا، وكانت المقولة السائدة: "إذا أردت لابنك أن يشتهر خليه زي محمد رمضان"، كما كان سائدًا تصور أن التأثير على فئة النشء حتى سن 18 سنة يكون من خلال توصيل رسائل محددة لهم عن طريق أفلام ومسلسلات، بل إعلانات هذا الفنان لما له من قدرة على توصيل تلك الرسائل بطريقة قادرة على مخاطبة عقولهم والتأثير فيهم.

والمقارنة بين النموذجين قد لا تكون منصفة، خاصة إذا ما نظرنا إلى اختلاف طبيعة المهنتين، فلاعب الكرة يعتمد على قدراته الذاتية وعلى قدرته على اللعب في فريق متكامل، أما في حالة الفنان فتفاصيل المهنة مختلفة تماما.

ولكن تظل المقارنة كاشفة عن تغير المزاج المصري، عندما رأى كيف يمكن للشاب ابن طنطا ذي الخمسة والعشرون عاما، الذي ظل مغمورا لفترة أن يرفع اسم مصر في العنان، وأن يضع مصر كما أشار أحد المواطنين الأوروبيين حين سئل عن رأيه في صلاح بأنه "وضع مصر على الخريطة"!.

من المهم أن نعي أن #محمد_صلاح ليس الوحيد في مصر، فمثله كثيرون في مجالات مختلفة، وإذا كان#محمد_صلاح قد حصل على تهنئة من السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي لتميزه وحصوله على لقب أفضل لاعب في أفريقيا، فمثله عدد معروف من الشباب المصري الذين اهتم الرئيس بتهنئتهم لنجاحهم في حصاد المراكز الأولى في مسابقات عربية ودولية في مجال الرياضة (لاعبا الإسكواش نور الشربيني ورامي عاشور لفوزهما في بطولة الصين) والبحث العلمي (كاتبة المقال عن جائزة الشباب العربي 2017 ) ومجال الفن (فاطمة سعيد عن حصولها على لقب أفضل سوبرانو) وغيرها من المجالات.

وإذا كان مفهوما ومبررا خلال فترة الولاية الأولى للرئيس السيسي أن يكون هناك تريث في اختيار من يتم إدراجه ضمن نخبة الشباب الجديدة، فإن هذه السنوات قد كشفت الغث من السمين، وأوضحت لكل متابع أن الشباب الناجح من أمثال #محمد_صلاح هم من يتوق الشباب المصري لرؤيته في اللقاءات الوطنية المخصصة للشباب، فهذه النماذج الشابة هي من صعدت السلم من أوله على خلاف كثيرين.

كما أن هذه الرموز عبرت عن وطنيتها في أكثر من مناسبة ودون أن يطلب منها ذلك، ولم تتصنع تلك الوطنية كما يفعل البعض، ولم تسعَ لتحقيق مصالح شخصية كما يفعل بعض من يتصدرون المشهد الآن.

ومن المهم خلال الولاية الثانية للرئيس عبدالفتاح السيسي أن تتسع الدائرة لتسمح لهذه الرموز أن تتصدر المشهد الشبابي، خلال الفترة المقبلة، حتى يكون لدينا شباب واعد يرى في أقرانه نماذج ناجحة تحتذى، وتحظى بتقدير يليق بها من مؤسسات الدولة.

النخبة الشابة الجديدة يجب أن تصنع من رموز شابة وطنية خرجت من رحم هذا الوطن.

(مصراوي)

التعليقات