الغوص في أعماق الشخصية الشريرة يستدعي من الفنان الموهوب أن يكون علي دراية واعية بعلوم النفس والاجتماع, ويكون لديه مخزون من الخبرة والتجربة, فالشخصية الشريرة لا تولد شريرة, بل غالبا ما تدفعها ضغوط المجتمع والبيئة إلي الانحراف إلي طريق الشر, عندما تجد طريق الخير مسدودا في وجهها, ويتخذ الشر أشكالا عديدة نظرا لاختلاف البيئة والظروف والسلوك, والشخصية الشريرة تخاطب في كل إنسان الجزء الشرير بداخله, فإذا كانت الشخصية مكتوبة بشكل جيد وجديد ومختلف, يصدقها الجمهور وينفعل معها, وتفجر طاقات كامنة داخل الفنان الموهوب, لكن إذا كان الممثل ليس لديه الخبرة أو الموهبة, يمكن أن تتحول الشخصية الشريرة إلي كيان نمطي مسطح لا يحتوي علي أي جوانب أو أعماق, وبالتالي يأتي الأداء باهتا ويقع العمل في فخ الملل والتكرار والسذاجة وينصرف عنه الجمهور, خاصة أن شخصية الشرير دائما ما تكون شخصية محورية أمام البطل الطيب الذي يتمتع بالشهامة والفروسية.