عش الدبابير

تتوالى المفاجآت المدهشة حقاً بعد نشر «المصرى اليوم» مقالى عن مستشفى «٥٧٣٥٧»، فقد اتصل بى مسؤول سابق، محذراً شخصى الضعيف:

- احترس فقد دخلت فى عش الدبابير.

ويبدو أن الرجل كان مخلصاً فى النصيحة، فقد كنت أتوقع أن تبادر الأسرة الحاكمة للمستشفى بالرد الموضوعى وتنفى كل ما ورد بالمقال، أو بعضه على الأقل، إلا أن ذلك لم يحدث، كان الرد بحملة سباب وشتائم متدنية، ظناً منهم أنها كافية لإخفاء الحقيقة وإظهارى بالكاذب أو الذى يسعى لهدم هذا الصرح العظيم، وهذا هو الإفك والضلال، فالمقال ينادى بالشفافية وتصحيح المسار وقتل الفساد إن وجد، وليس فى هذا ما يغضب أو يحمل أى إساءة لأى شخص، بعد ذلك توالت الاتصالات من شخصيات عديدة تطلب منى برفق عدم مواصلة الكتابة فى هذا الموضوع، وكأن هذا المستشفى هو «الكعبة» المشرّفة، كما نشروا ذلك بأنفسهم.. وأيضاً محاولة إرهابى بأن يتقدم أحد المحامين ببلاغ للنائب العام يزعم فيه أنى نشرت أخباراً كاذبة، ثم تحالف فريق الإعلاميين والصحفيين الذين يعملون فى العلاقات العامة للمستشفى، سواء بعقود أو من الباطن، بالتشويش وإثارة الغبار حول ما كتبت.

وحقيقة الأمر، أنهم لم يعرفوا الرجل الذى جعلوا منه عدواً لهم.. فقد غاب عنهم أنه تصدى للإرهاب بقلمه وإبداعه السينمائى فى عز سطوته منذ الثمانينيات وحتى الآن، ورفضه لحكم الإخوان وفضح أفعالهم وهم جالسون على مقاعد السلطة دون خوف أو رهبة.. والسؤال مثل هذا الرجل من الممكن أن يتراجع؟!.

لقد وجدت أفضل الدعم والمساندة القوية والشريفة من شخصيات لها وزنها، ومن أصحاب الرأى، ومن أكثرية المواطنين الذين يدفعون جنيهات التبرع حتى صار الأمر مختلفاً بالنسبة لى.. لم يعد مجرد مقال يحمل تساؤلات مشروعة ومتاحة لأى مواطن، وإنما أصبح قضية تطرح من أجل الصالح العام.

إن الحديث عن الشفافية وطهارة اليد ومكافحة الفساد يطارد المجتمع بكامله، ولكنه يشبه طنين النحل، أو كما يقول شكسبير «ضجة بلا طحن»، أو كما نقول نحن «كلام كتير لكن فعل مفيش»، لقد تم شراء  الذمم والضمائر فى مواقع كثيرة تعمل على التستر على الأخطاء.. نلعن الفساد فى العلن ونمارسه فى الخفاء، والكارثة الكبرى أن الغالبية العظمى ترى فى الفساد أمراً واقعاً وحتمياً وبه الدنيا تسير.

أيها السادة، إن شاء الله أنا مستمر والله المستعان.

(المصري اليوم)

التعليقات