خوفنا من التغيير.. أخرنا كتير

من منا لا يمتلك حلم كان ومازال معه، وكلما تحسس خطوات نحو تحقيقه هاجمه شىء من الخوف يدفعه للتراجع مرة أخرى؟؟!!

من منا لا تنتابه أحياناً نوبات من الشجاعة تجعله فى أتم الاستعداد للتغيير، ثم يأت قيد الخوف مرة أخرى ليكبل حركته ويعيده إلى الرضا بحاله والوقوف محلك سر؟؟!!

للأسف كل منا لديه فى حياته ما يريد تغييره، لكن الخوف من الخروج من منطقة الأمان، هو الأمر الوحيد الذى يستوقفه قليلا، أو ربما طويلا، أو ربما يخرسه إلى الأبد.

فهناك من يرغب فى التغيير من طباعه المتأكد من أنها تقوده إلى مشاكل هو فى غنى عنها، وهناك من يرغب فى التغير من طبيعة عمله على الرغم من أنه ربما يجد نفسه فى مكان أفضل، وهناك من اكتشف أن علاقاته الاجتماعية لا تسير فى مجراها الصحيح لكنه مازال مستمرا فى السير، وهناك من يرغب فى تبديل قلبه وتغيير مشاعره تجاه أحدهم لأنه يعرف تماما أنه الشخص الخطأ.. لكن تظل كلها فى خانة الرغبات والأمنيات غير المحققة، ويظل الخوف من المجهول ومن المستقبل غير المعلوم هو سجانها.

لكن هل سألت نفسك يوم عزيزى "الخائف" ماذا سيفعل لك الخوف من التغير؟ الإجابة بسيطة ستظل مكانك وستحتفظ بالمنطقة التى تعتقد أنها أمان، وستمنع نفسك من التطوير وستتأخر كثيرا وكثيرا، وهذا ما حدث معى تماماً عندما استوقفنى الخوف من الكتابة ومواجهة القراء سنوات طويلة، وظللت أكتب لنفسى فقط، على أساس أننى بذلك فى منطقة الأمان، فربما إذا واجهت الجمهور لصدمت من ردود أفعالهم.

لكن فى يوم قررت أن أواجه خوفى وأنتصر عليه، وبالفعل كتبت ورأت كلماتى النور، حينها شعرت أننى تأخرت كثيرا على هذا القرار، وأدركت قيمة التغيير، وقررت أن أنقل لكم تجربتى، الآن، ربما أساعدك أيها الخائف على اتخاذ القرار الحاسم بالتغير.

فلا تدعو العمر يفوتكم، ولا تدعو الروتين يمرر أيامكم، فالعمر قصير، ولم ولن تدركوا حلاوته إلا بالتغير، فالسعادة الحقيقية فى المغامرة وليست فى الاستقرار السلبى، غير عملك إذا وجدت أنه لا يحقق أحلامك، ولا تستكمل قصة حب فاشلة، ولا تتوقف عن قرار الرجوع لحبيبك وتدع فرصة للتفكير، ولا تستلم للعادات والتقاليد مجهولة النسب طالما لم تخرج عن سياق الأدب.

"ماتخفوش من التغيير.. حتتعبوا شوية بس بكرة أحلى و كل حاجة ممكنة لو بس حاولت".

(اليوم السابع)

التعليقات