ظاهرة : الست الوزيرة ..!

قالت السيدة الوزيرة لعميد معهد القلب :" انت وسخت المعهد لما جيت ..!"
ردًعميد معهد القلب: "حضرتك كده بتهدمي مجهود عمال وتمريض و أطباء "
قالت الوزيرة " ماتنساش انك بتكلم " وزيرة"!
رد عميد معهد القلب " وزيرة علي عيني و راسي يا فندم ، بس كلام حضرتك لا ينطبق علي الواقع ، انا مستلم المعهد خرابة " .
قبل اي كلام ، حول موقف الرأي العام ، و تعليقات الناس علي وسائط التواصل الاجتماعي ، من إطاحة السيدة وزيرة الصحة ، بمدير معهد القلب ، الدكتورجمال  شعبان ، و شبه الاجماع حول أدائه المميز ،  كمدير و طبيب  ، و ما تردد من حيثيات  كانت وراء الإطاحة به  ،  و تناقض البيانات ، لنفس وزيرة الصحة و المتحدث باسم وزارة الصحة ، تناقضت لا فسرتها لنا الوزيرة ولا المتحدث .. قبل اي تعليق ، لا يمكن ان تتجاهل ، او تعبر" اللغة "التي تكلمت بها الوزيرة ، مع عميد و طبيب و مسئول .. "اللغة "هنا ، جزء من "ظاهرة "الست الوزيرة ، و رؤيتها لنفسها و قبل ذلك ، رؤيتها لمن جعلتهم الظروف ، في وضعية تراتبية ، " وظيفية " ، ( مرؤوسين)لها ، و أركز علي كونهاتراتبية  " وظيفية" ، ربما في أحوال أخري ، ينبغي ان تتجاوزها ، التراتبية "العلمية "..الحقيقة انني خجلت من استخدام الوزيرة للفظ " وسخت " المعهد ، و هي تخاطب عميدا لمعهد علمي ..هنا المسألة ليست شكلية ولا صورية ، علي الاطلاق .. كيف يكون هذا المفرد جزء من حوار مسئول ، أيا كان ، مع أي مرؤوس ، فما البال انه عميد،  معهد علمي مرموق ، رجل علم ، خادم للناس؟ ثم خذ عندك ، التنبيه الثاني للست الوزيرة " ما تنساش انك بتكلم وزيرة "!.. نستقرأ نفس السياق الاجوف الذي يستخدمه أي شخص ، تريد ترويع الناس ، أو إشعارهم أنه من طينة غير التي خلقهم الله منها :" انت مش عارف بتكلم مين..!؟"اي انسان ، صغرت وظيفته او كبرت ، له حق الاحترام ، و ليس مطلوبا في التعامل الوظيفي اكثر من ذلك .. الاحترام المتبادل مهما تباينت وجهات النظر ...الوزيرة نفسها لا احترمت وظيفتها و لا مكانة المعهد ولا عميده ، بالفاظها ، و زاد من سوء التصرف ، محاولة الترويع الفاشلة لتذكير عميد المعهد بأنه ما ينساش انه بيكلم وزيرة !
هذا الجزء في حد ذاته لو اضفناه للمارسات سابقة للست الوزيرة ، سوف نجد "انسجاما "، او اتساقا لشخصيتها منذ ظهورها و اختيارها ، و لن نزيد . يتبقي ما ظهر و ابرزه الرأي العام من "تناقضات "، في تقييم الوزيرة لمعهد القلب  في ظل ادارة الدكتور جمال شعبان .. بررت الاطاحة بمدير المعهد بالتقصير و بعدم تحقيقه للمستهدف من اعداد العمليات الجراحية ، و اخرجت الصحف و وسائل التواصل الاجتماعي ، تصريحات للوزيرة ولمتحدث وزارتها ، تشيد بالاداء الذي وصل الي اجراء اربعة الاف و تسعمائة و اثنين وخمسين عملية في ثلاثة شهور..! ..الموضوع هنا لا يخص شخصا ، لإن الناس  فعليا ، انتصرت بتجاربها و شهدت لمدير المعهد ، الذي بات محورا لحكايات يفخر بها ، عن خدمته للمرضي الفقراء و تحطيمه للبيروقراطية و غير ذلك
ولكن هذه "الواقعة" باتت تستخدم في تأكيد فكرة انه لا مكان ، لاصحاب الجهد و لا للكفاءات ، و انه رغم كل التغيير نقف عاجزين امام   اغتيال الكفاءات ..
و اذا كانت الست الوزيرة ظاهرة ، فأخطر  جوانب هذه الظاهرة ،  هو الإزاحة ، ليس إزاحة الاذي ، و لكن ازاحة الكوادر عن الطريق!  مناقشة هذه الواقعة الفاصلة ، و التحقق من مجرياتها ، يجب ان يتم من من طرف قانوني ، علي مسافة واحدة من الطرفين .. هذه مسألة علي درجة من الاهمية ، يجب ان يتعمق لدي الناس الاحساس بنوع من العدل الوظيفي ، خاصة في ظل تضارب التقييم القادم من الست الوزيرة والمتحدث باسم وزارة الصحة ... هي ليست قضية الإطاحة بشخص ، لكنها مسألة التيقن من البعد عن الاهواء في اتخاذ القرارات التي تخص بنية الدولة .. كل لعب بالمعايير ، هو مس بسلامة الدولة ، و كل عصف  بكفاءة ، بغير اسانيد هو مس بسلامة الدولة .. لا يهمني شخص العميد ، لكن يهم الناس ان يتيقنوا من القرارات التي تمس حيواتهم ، تستند الي قواعد حقة .

التعليقات