الشخصية الحشرية..!

يملأون حياتَنا بأسئلةٍ لا متناهيةٍ عن أدقِّ تفاصيلِنا دون مراعاةِ شعورِ من حولِهم، بغضِّ النظر عن حساسيةِ الأمورِ التي يحشرونَ أنوفهم فيها، ويسألون عنها. عادة ما يظهرونَ بمظهرِ المهتمِّ المحبّ الحريص على مصلحةِ الآخر.
 
ويصنّفُ بعضُ مدارس العلوم الإنسانية تركيبةَ الشخصية الحشريّة من خلال عدةِ صفاتٍ تحوي الشخصيةُ بعضَها، فهي- على سبيل المثال- إمَّا أن تكونَ شخصيةٌ سلبيّة، أو لا تحبُّ بذلَ الجهدِ للوصولِ إلى أهدافِها، وعادةً ما يشعرونَ بالتعاسةِ وبأنَّهم أقلُّ من غيرِهم: يغارون، يفتقدونَ الشعورَ بالأمان، عديمو أو قليلو الثّقة بالنفس.

وهناك كثيرٌ من الطرائِق والأساليب تناسبُ التعاملَ مع الشخصيةِ الحشرية، أذكر منها على سبيل المثال:

 

ـ أن تكونَ مباشرًا، فتطلبَ بكلِّ لُطفٍ من محدِّثك ألّا يتحدثَ بشأن الأمر الذي أُثير وتخبرَهُ بأنك لا تحبُّ الإجابةَ عن مثل هذه الأسئلة أو التحدثَ عن أمور كهذه.
ـ أن تغيرَ الموضوع.
ـ يمكنُكَ أيضا أن تردَّ السؤالَ بسؤالٍ كأنْ تقول مثلًا: "لماذا تسأل؟"، "لماذا يهمّك أن تعرف؟" "ماذا عنك أنت؟"... إلخ.
ـ أن تستخدمَ أسلوبَ الدعابةِ وليس السخرية في الإجابة.
ـ أن تقولَ لمحدِّثك بأنَّكَ لستَ في حالةٍ تسمحُ بالإجابة.
وإلى غير ذلك من الأساليب التي يمكنُك اتباعُها دونَ الخروجِ عن لباقةِ الحديثِ والآدابِ العامَّة حتى وإن تعدَّى الآخرُ حدودَه.

 

ومن المهمِّ أيضًا أن يكونَ ردُّ فعلِك تجاهَ الشخصِ "الحشري" متوازنًا، فلا هو غضبٌ شديدٌ يؤدي إلى مشادّات قد تصلُ إلى خسارة الشخص، ولا هو حرجٌ شديدٌ يدفعُك إلى إجابةٍ أو حديثٍ لا توَدُّ الخوضَ فيه بدافعِ الحياءِ أو الحفاظِ على مشاعرِ الشخز.
 
فلا تنسَ أنَّه هو مَن تدخَّل في حياتك، وليسَ العكس، وبالتالي لا تتردَّد في تطبيقِ إحدى الطرائقِ السابقِ ذكرُها في التعامل معه.
 
وحين يطرحُ عليكَ سؤالًا تشعرُ بأن فيه تدخُّلًا في حياتِك وبأنَّهُ ضايقَك، فهذا يعني أن هذا الأمرَ حساسٌ بالنسبة لك لسببٍ ما، فحاول أن تستغلَّ هذا السؤال كفرصةٍ لك فيما بعد أن تعملَ على فَهمِ نفسِك أكثرَ لتفهمَ ما أيقَظَه لديك هذا السؤالُ من مشاعرَ وأحاسيس.
 
(مصراوي)
التعليقات