البكاء على زمن " الفخاد" !

إنها لعنة الفخاد يا عمر.. اللعنة التى تقتل الجميع.. لعنة أن ترى أمامك طاجن البصل باللحمة مع الشاورما أو الكبدة فتكبت نفسك لأنك تعلم أنها بعد نصف ساعة فقط ستنزل إلى فخادك التى أصبحت (أورّيدى) كالإير باج.. لعنة أن تحرم نفسك من صينية الرقاق والنجرسكو والباشميل والفطائر بعد أن أصبح كِرشك مسندا تضع عليه ريموت التليفزيون واللب السوبر.. لعنة أن تمتنع عن فطيرة التونة وتقنع نفسك كذبا أنك امتنعت عنها فقط لأن سمكة التونة عنيدة وأنت لا تحب العناد.. لعنة أن ترى أمامك السمن والعسل ينسابان سويا كسيمفونية لموتسارت على سطح النابلسية والكنافة بالقشطة والبسبوسة بالمكسرات، وترى الشيكولاتة تجرى لمستقر لها لتملأ طبق قنبلة الآيس كريم فتغض الطرف عن هذا كله بعد أن تتذكر البنطلون الذى أقسم لك ألف قسم "وكتاب الله ما هاعرف أطلع فى فخادك أكتر من كده.. هاتقطع صدّقنى".. لعنة أن ترى صديقك الأنتيم الذى يمشى معك قوامه كالقلم الرصاص وهو يأكل ما لذ وطاب دون زيادة جرام واحد لوزنه، وأنت تأكل حبة تين واحدة فتصبح بعد دقائق مثل عربة التين نفسها.. لعنة أن تتغير مقاييسك للأشياء، فتصبح مقاييس كل الناس بالجرام والمتر والكيلو، وتصبح مقاييسك أنت بالكالورى.. لعنة أن تهلك نفسك على (التريدميل) مشيا وجريا ونطا وشقلبة لتتخلص من 100 كالوريز لتكتشف أنها تساوى تفاحة.. تفاحة ياعمر.. فاهمنى؟ تفاحة.
لا تبخل علىّ برسالة أخرى يا عمر.. ستجدنى هناك.. فى (الجيم).. نائما على أرضيته، فاردا أطرافى الأربعة كضفدعة فى معمل التجارب.. ألعب وأتمرن مع الناس اللى هناك دول.. الوحوش اللى جوه دول.

التعليقات