استعداد.. أم.. استدراج؟

بوضوح ومنعاً للخلط والالتباس: إن مواجهة الخطر، والاستعداد لكل الاحتمالات، والانتباه للأوضاع المحيطة بمصر والدعوة لوحدة الجبهة الداخلية والاصطفاف بنياناً واحداً متماسكاً متعاضداً خلف القيادة السياسية .. كل ذلك شيء.. والاستدراج إلى «حرب» حقيقية خارج الحدود، أو الاندفاع لمواجهة عدو على أرض غير مصرية فيما يبدو أمام العالم تدخلاً رسمياً في شؤون دولة شقيقة.. ذلك شيء آخر..

 

أتحدث عن بديهيات ولست محللاً عسكرياً فيسبوكياً ولا خبيراً استراتيجياً «فضائياً»، لذلك أعلم فقط ما هي واجباتي كمواطن مصري وقت الأزمات السياسية والعسكرية التي تواجه فيها مصر عدواً حقيقياً سواء في الداخل أو خطراً داهماً يهدد وجودها وحدودها، وفي الوقت نفسه أثق كل الثقة في الله أنه لن يضيع أرض الكنانة أبداً، وأثق أنه سيحفظها بحفظه، وأدعو الله أن يوفق أولي الأمر لما فيه خير مصر وصلاح أمر أهلها، وأقف خلفهم بكل قوة، حتى تنتهي الأزمة أو المعركة.. وقتها يمكن للمعارضين أن يصدحوا بمعارضتهم، ويشنّفوا آذاننا بصراخهم، أما الوضع الحالي فيحتاج إلى كثير من التركيز وعدم تشتيت الانتباه، وحشد الجهود لمواجهة الخطر الواضح، وإعلان الثقة التامة في القيادة السياسية.

 

المهم أن يفهم الجميع ان قرار دخول «الحرب» بمعناها العسكري هو قرار مصيري وخطير، يتخذه «أولو الأمر» وليس حتى شخص الرئيس فقط، ولا شك ان الحكمة تقتضي ألا ينجح «الأعداء» في استدراج مصر إلى «حرب» كما حاولوا سابقا في إدخالنا «الأزمة» السورية، أو السودانية، والآن يحاولون «جرنا» الى الرمال المتحركة غرب ليبيا..

 

يا سادة يا كرام.. خلف لوحات كتابة الكمبيوترات.. يا إخوة يا أفاضل وراء شاشات الهواتف الذكية.. توقفوا عن «قرع» طبول الحرب في الفضاء الإلكتروني الواسع، ببساطة.. لو كتبت علينا «الحرب» فنحن لها، والحمد لله أن قيادتنا السياسية أخذت استعداداتها طوال السنوات الأربع الماضية، أما غير ذلك، فهناك العديد من طرق حل النزاعات السياسية، آخرها الحرب العسكرية، فلا تكونوا أداة ضغط وتشتيت لقيادتكم، وتابعوا ما يحدث بحذر ووعي وحكمة، ولا تتركوا «لجاناً إلكترونية» تتلاعب بمشاعركم كهؤلاء الفتيات «الكيوتس» المخطوبات لجندي مصري واحد يتيم الأب يوصيهن على «أمه»، لأنه ذاهب مع كتيبته إلى حدود «لبيا».. نعم «لبيا» من غير حرف الياء في جميع الرسائل!!

 

وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.

التعليقات