وعى المواطن

فى كل أحاديث السيد الرئيس يوجه خطابه إلى رفع درجة وعى المواطن إلى مستوى الاستعداد والتأهب لمواجهة مخاطر المؤامرات الخارجية والداخلية التى تستهدف الوطن وأمنه وأستقراره ويصُر الرئيس على توضيح الأدوات والآليات التى يتبعها العدو المتآمر على مصر فى نشر الشائعات والأكاذيب من خلال الإعلام المرئى ووسائل التواصل الاجتماعى وفبركة الأخبار والصور واستغلال نقاط ضعف أو تغيير أو إصلاح واللعب على فكر ومشاعر الشعب وتصوير الحكومة والدولة المصرية بالفاسدة أو العاجزة عن حل المشاكل اليومية والحياتية للمواطن وتكمن المشكلة فى أن الإعلام فقد كل مصداقيته وحيويته وإبداع وتحولت كل البرامج بدون استثناء إلى استنساخ وتكرار وكلمات معادة وأصوات مكررة منقسمة إلى برامج المساء التى تسمى حوارية وهى اتجاه واحد فقط، فجميع المذيعين أصبحوا يرددون ذات الكلمات والمعلومات والأخبار ولا يقدمون أى رأى، والحقيقة التى على المواطن أن يعلمها ويعرفها من خلال صوت تلك القناة وهذا المذيع الشاب!! وأن وعى المواطن والمواطنة سوف يقف حائط صد لكل تلك المهاترات والمؤامرات مع تعدد برامج الطبخ والطباخين وأصناف الطعام وكذلك برامج الرجيم والجمال والدلال وبرامج العلاقات العاطفية والزوجية والمشاكل النفسية للطبقة الأرستقراطية وتداعيات الشات والتيك توك والحفلات والسهرات وقطعاً برامج أهل الفن ومشاكلهم النفسية والعاطفية وصراعاتهم مع منافسيهم وأزواجهم السابقين واللاحقين، وتبارى المذيعون والمذيعات فى تقديم الهيافة والتفاهة بدعوى أن هذا هو الخط الإعلامى، والأدوار الغائبة لتلك المؤسسات والرؤية الضبابية لمفهوم تشكيل الوعى فى الإعلام والثقافة والتعليم هى العدو الحقيقى اليوم لأن القوى الضاربة فى مصر هى الشباب الذين يشكلون أكثر من 60 فى المئة من السكان ومنهم 25 مليونا من مرحلة التعليم هؤلاء قد تركوا على مدار عام كامل بلا أى روافد حقيقية للتعليم وللتثقيف وانحسر دور الثقافة فى حفلات الأوبرا وعمر خيرت واختفت المهرجانات والمسابقات فى المحافظات وقصور الثقافة والتجمعات الشبابية الإبداعية وتحولت كل الندوات فى المجالس الثقافية إلي دوائر مغلقة والمسارح لها قصة أخرى من نقص وفقر فى الإمكانات والدعاية وتدخل المسئولين فى النصوص والممثلين والموظفين وذلك التداخل بين دورٍ الموظف وفكره ومفهوم المبدع والفنان والمثقف واقتصر دور الكتاب فى معرضين أحدهما بالقاهرة والآخر بالاسكندرية وانفصلت الثقافة عن الإعلام بكل صوره وأشكاله.. وصار وعى المواطن فى مهب الريح لا يشكله إلا أخبار من قنوات أو وسائل تواصل اجتماعى سواء مع أو ضد الوطن وهو لا يملك إمكانات العقل النقدى ولا أدوات تكوين معرفى عبر أعمال فنية جادة تنمى القيم والمبادئ وتؤكد على الهوية وعلى الإنسانية وخطة إعلامية ثقافية تعليمية متكاملة تشكل هذا الوعى الوطنى المصرى وترفع درجة الاستعداد حتى ان نعبر جميعا الى بر الامان و الاسقرار....

(عن الوفد)

التعليقات