في اواخر التسعينيات كنت في الثانوية العامة ومع عدد من الاصدقاء في مركز الجيل للدراسات الشبابية الذي اسسه الراحل الكبير دكتور احمد عبدالله رزه قررنا نعمل نشرة غير دورية سميناها " دوشة " يعني مجموعة عيال بتعلب وفاكرين نفسنا هانغير الكون.. طقت في دماغي اعمل حوار مع النجم حينها وحيد حامد فاتصلت به في منزله ودون نقاش طويل وبمجرد عرض الفكرة رحب على الفور واستقبلني في مكان كتابته المفضل حينها على النيل من داخل فندق المريديان( جراند حياة) فيما بعد
وحيد حامد منح ساعة من وقته لنقاش مع شاب ليس حتى صحفيا مبتدئا ولا باحث في خطواته الاولى .. منحني ساعة اتحدث وأسأل واناطح بكل رعونة الشباب وهو يرد وبكل شياكة وهدوء كأنه يتحدث إلى صحفي مرموق
كان فيلم (طيور الظلام ) لا يزال ملء السمع والبصر وكنت منبهر بالفكرة التي رسمت سيناريو ادارة البلاد بين الحزب الوطني والاخوان
سألته انه كتب الفيلم لعادل امام فقال انه يكتب النص كما يراه بصرف النظر عن الممثل ودلل على ذلك بالدور الذي لعبه رياض الخولي وانه مساويا لدور عادل امام رغم حداثة عهده
وحيد حامد كان وسيظل جزء من التاريخ الثقافي والفني في مصر قرابة نصف قرن .. ساهم في تشكيل ثقافتنا الفنية والاجتماعية والسياسية
كثير منا يعجبه اعمال سينما او دراما ويشاهدها مرات ومرات وقد لا يعرف انها احد ابناء وحيد حامد
البرىء - الراقصة والسياسي - المنسي - عمارة يعقوبيان -الارهاب والكباب - اضحك الصورة تطلع حلوة وعشرات من الاعمال القيمة
كتب واحترم قلمه واحترم علقه .. عاش وفهم وعشق المجتمع المصري فعبر عنه بصدق لا يقارن
تنبأ واستشرف المستقبل وتحدى الثوابت السياسية ولم يخف ولم يجبن ولم يطمع الا في حصاد عمل يداه وحبه لوطنه
ترجل ولكن سيظل جزء مهم في ثقافة ووجدان الفن المصري واجيال متلاحقة